سراقب..عقدةٌ غيّرت معادلة السيطرة برسائل سياسية وعسكرية(فيديو وخريطة)
غيّرت سراقب، مُعادلة عسكرية، ترسخت خلال السنوات القليلة الماضية، وهي أن المدن التي تتقدم إليها قوات الأسد وروسيا وإيران، لا تتراجع عنها ولا تستردها المعارضة السورية. وجائت معارك طرد النظام وحلفائه من سراقب، في وقتٍ تتصاعد فيه نبرة وحدّة الرسائل السياسية والعسكرية، التركية الروسية تحديداً، وبالتزامن مع مفاوضات يجريها وفدٌ روسي رفيع المستوى، مع نظرائهِ الأتراك، في أنقرة.
وتوجهت الأنظار الميدانية نحو سراقب، التي سيطر عليها النظام في 6 فبراير/ شباط الجاري، لتنقلب خارطة السيطرة لصالح الفصائل بعد ثلاثة أسابيع، تخللها تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد قوات الأسد، في حال لم تنسحب خلف حدود تفاهم “سوتشي”.
النظام يُنكر: “لقطة إعلامية”
وفي حين أكدت فصائل المعارضة السورية، بعشرات الفيديوهات، سيطرة عناصرها على كامل مدينة سراقب، وواصلت الزحف لقرى في جنوبها، ومنها جوباس وداديخ، نفى إعلام النظام، انسحاب قواته من سراقب، مكتفياً بالإشارة إلى “هجوم إرهابي” تشنه الفصائل المسلحة ضد مواقع النظام في المدينة، حيث ذكرت وكالة “سانا” أن مجموعة صغيرة من “الإرهابيين” تسللت داخل سراقب من أجل تحصيل “لقطة إعلامية”.
وأضافت نقلاً عن مراسلها في المنطقة “بحسب المعطيات الميدانية تسللت مجموعات صغيرة من الإرهابيين، في محيط مدينة سراقب على الطريق الدولي، بهدف تحصيل لقطة إعلامية ويتم التعامل معها من قبل وحدات الجيش”.
في حين ذكرت شبكة “شام اف ام” الموالية أن “وحدات الجيش تتصدى لهجوم تنفذه المجموعات المسلحة وجيش الاحتلال التركي على محور سراقب بريف إدلب الشرقي، وسط اشتباكات عنيفة تشهدها المنطقة”.
#سوريا #ريف_إدلبموفد #شام_إف_إم: وحدات الجيش تتصدى لهجوم تنفذه المجموعات المسلحة وجيش الاحتلال التركي على محور #سراقب بريف إدلب الشرقي وسط اشتباكات عنيفة تشهدها المنطقة#للخبر_مصدر
Posted by Sham fm شام اف ام on Thursday, February 27, 2020
ويأتي تقدم الفصائل على محور سراقب والقرى المحيطة بها، شرقي إدلب، في وقت أحرزت فيه قوات الأسد تقدماً على محور ريف إدلب الجنوبي، بسيطرتها على بلدة كفرعويد الاستراتيجية و15 قرية وبلدة جديدة غرب وجنوب غرب مدينة معرة النعمان.
لماذا سراقب؟
أبدت تركيا إصرارها خلال الأيام الماضية على إخراج قوات الأسد من مدينة سراقب، والتي تقع في محيطها 4 نقاط مراقبة تركية، حاصرها النظام خلال الأيام الماضية، واستهدفها بقصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل جنود أتراك.
وتبرز أهمية سراقب من كونها تشكل عقدة مواصلات ووصل بين الطريقين الدوليين “M4” و”M5″، ما يعني عدم قدرة النظام على فتح الاوتسترادين دون سيطرته على المدينة، كما أنها تُعتبر منفذاً رئيسياً باتجاه أبو الظهور ومطارها، وهي قريبة نسبياً من مركز المحافظة (27 كيلو عن مدينة إدلب).
تحوّل سراقب إلى “عقدة مفصلية”، هو أمر يتعلق بأن سيطرة النظام عليها بشكل كامل، سيسهل تقدمه بعمق إدلب، كون المدينة تتمتع برمزية شعبية في الثورة السورية كنقطة أولى، وكونها عقدة مواصلات ذات أهمية استراتيجية كبيرة في جغرافية إدلب.
رسائل تركية للروس: جاهزون لعملٍ عسكري
سيطرة فصائل المعارضة على مدينة سراقب، أتتْ بعد تهديدات وتصريحات تركية، وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الروس بشكل غير مباشر، مطالباً إياهم بالتوقف عن دعم الأسد في إدلب، والتراجع إلى حدود منطقة “خفض التصعيد” المتفق عليها بين الروس والأتراك شمال غربي سورية.
كما أن السيطرة جاءت قبل يومين على انتهاء المهلة التركية، التي منحها أردوغان لقوات الأسد، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية، قبل نهاية فبراير/ شباط الجاري، لتؤكد تركيا جديتها في تنفيذ تهديداتها، وإصرارها على انسحاب النظام، المدعوم روسياً.
الإصرار التركي تجلى واضحاً اليوم، عبر تصريحات للمتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” التركي، عمر جليك، الذي قال في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، إن بلاده أكملت استعدادها للعملية العسكرية التي ستنفذها في إدلب، عقب انتهاء المهلة، مشيراً إلى أن أنقرة لن تقبل فرض نظام الأسد أمراً واقعاً في إدلب، برفضه الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً.
وتتواصل اليوم، محادثات بين مسؤولين روس، ونظرائهم الأتراك، في العاصمة التركية أنقرة، بشأن ملف إدلب، وهي جولةُ مفاوضاتٍ جديدة، بدأت أمس الأربعاء.
وشهد الشهر الحالي، مفاوضاتٍ مماثلة، أفضت إلى تعثرٍ واضح، إذ تتباعد وجهات نظر تركيا وروسيا، حول مآلات محافظة إدلب، ما دفع تركيا لدفع تعزيزاتٍ عسكرية ضخمة غير مسبوقة، نحو إدلب، في وقتٍ يواصل نظام الأسد عملياتها العسكرية، التي يقودها ضباط وجنود روس في المحافظة التي باتت آخر معاقل المعارضة السورية.