سراقب.. عقدة قد تكون “المفصل” في عمليات نظام الأسد وروسيا
ثلاث نقاط مراقبة أنشأها الجيش التركي في أقل من أسبوع بمحيط مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، والتي تعتبر حالياً الوجهة المحتملة لقوات الأسد، بعد سيطرتها على مدينة معرة النعمان “الاستراتيجية”، الواقعة على الأوتوستراد الدولي دمشق- حلب.
جاء إنشاء نقاط المراقبة بصورة متسارعة، وبزخم أكبر مما كانت عليه النقاط العسكرية السابقة التي أنشأتها تركيا في إدلب، من حيث الآليات العسكرية التي يتم الدفع بها إليها، والتي تضمنت في اليومين الماضيين عربات مدرعة ودبابات وعربات ثقيلة.
وفي آخر التطورات أدخل الجيش التركي اليوم الأحد، أكثر من 50 آلية عسكرية تضمنت دبابات وعربات ثقيلة، انتشر قسم منها في ريف حلب الجنوبي، والقسم الآخر توزع على النقاط الثلاثة والتي تحكم مدينة سراقب من ثلاث جهات، الأولى من الجهة الشرقية، إلى جانب الجهتين الشمالية والجنوبية من جهة منطقة تل مرديخ.
وقالت مصادر عسكرية من سراقب لـ”السورية.نت” إن الجيش التركي أقام سواتر ترابية في النقاط الثلاثة، وبشكل أساسي في النقطة الموجودة شرق المدينة من جهة منطقة أبو الضهور.
تركيا تعلم جيداً أن روسيا لن تقف في حال سقوط أجزاء واسعة من إدلب وحلب.. وأن تفاهمات درع الفرات وغصن الزيتون لا تختلف عن سوتشي.
من الصعب قراءة تحركات تركيا الآن لكن الواضح أن الخلاف كبير ويتطور بسرعة
وسط هذا التخبّط، والسقف التركي للمساعدة، لا خيار آخر أمام الثوار سوى المقاومة https://t.co/GhtZQ5UzMl
— Abdullah Al-Mousa (@Abu_Orwa91) February 2, 2020
ماذا يجري على الأرض؟
بحسب خريطة السيطرة الميدانية تحاول قوات الأسد حالياً الالتفاف حول مدينة سراقب “الاستراتيجية” من الجهة الغربية، من جهة قرى جوباس وتل مرديخ والتيرب، وفي ذات الوقت فتحت معركة أخرى صباح اليوم باتجاه الزربة وزيتان وبرنة في ريف إدلب الجنوبي.
وتهدف قوات الأسد من المحاور التي تسير بها إلى إحداث خرق في الجهة الشمالية من سراقب، كخطوة لفصل ريف إدلب بشكل كامل عن ريف حلب الغربي، وبالتالي محاصرة إدلب بشكل كامل.
لا يمكن فصل التحركات على الأرض من جانب قوات الأسد عما يعمل عليه الجيش التركي في سراقب، والذي يترجم بتحركات استباقية للإمساك بالمدينة، والتي تتميز بأهمية استراتيجية، ربما تفوق الأهمية التي تتمتع بها مدينة معرة النعمان.
لكن ومع الحشد الذي يقوم به الجيش التركي في سراقب، مايزال المشهد ضبابياً، ولاسيما أن قوات الأسد سبق وأن حاصرت نقاط مراقبة تركية في إدلب، ولم توقف تقدمها بوجودها، كما حصل بخصوص نقطة المراقبة في الصرمان في ريف إدلب الشرقي ومورك في ريف حماة الشمالي.
ومع ما سبق تنذر التحركات العسكرية من جانب الجيش التركي في سراقب، بأن المدينة ستكون “النقطة المفصلية” في العمليات العسكرية من جانب قوات الأسد والقوات الروسية.
SYRIA: Images release by @TRTArabi show a new Turkish convoy of armoured vehicles moving into Idlib today. pic.twitter.com/unasWjCdIw
— Conflict News (@Conflicts) February 2, 2020
تحوّل سراقب إلى “عقدة مفصلية”، هو أمر يتعلق بأنه وفي حال سيطرت قوات الأسد عليها بشكل كامل، سيكون تقدم قوات الأسد بعمق إدلب “سهلاً”، كون المدينة تتمتع برمزية شعبية في الثورة السورية كنقطة أولى، وكونها عقدة مواصلات ذات أهمية استراتيجية كبيرة في جغرافية إدلب.
ومن نقطة أخرى وفي حال منع الجيش التركي لتقدم قوات الأسد، سيتحول المشهد إلى “صدام محتمل” بين نظام الأسد والجانب التركي، خاصةً أن الأخير سبق وأن أطلق تهديدات في حال تعرض قواته في إدلب لأي خطر.
نظام أسد يحاول الالتفاف حول سراقب من الجبهة الغربية من جهة قرى جوباس وتل مرديخ والنيرب ويفتح معركة أخرى باتجاه الزربة زيتان برنة جنوب حلب.
دعم تلك الجبهات واجب على كل من يستطيع ووصول النظام لتلك المناطق يعني التحضير للخرق شمالاً وفصل ريف إدلب عن ريف حلب الغربي ومحاصرة إدلب. pic.twitter.com/Ympd1M09Q0— العميد ركن أحمد رحال (@rahhalahmad06) February 2, 2020
ما أهمية سراقب؟
وفي حديث سابق مع المحلل العسكري، العقيد أحمد حمادة، قال لـ”السورية.نت” إن سراقب لها “أهمية أكبر لأنها تشكل عقدة مواصلات ووصل بين m5…m4القادم من اللاذقية، ومنفذ رئيسِ باتجاه أبو الظهور ومطارها، وهي قريبة نسبياً من مركز المحافظة 27كيلو عن مدينة إدلب…وبالسيطرة عليها تقترب قوات النظام من حلب أكثر والريف الجنوبي لحلب، الذي يتعرض لهجمات عديدة من قبل النظام للسيطرة عليه”.
فيما قال نور عباس، وهو ناشط في المكتب الإعلامي لمدينة سراقب، في تصريح سابق لـ “السورية نت”، إن “نسبة 98 بالمئة من أهالي مدينة سراقب نزحوا منها، حيث يعمل الأهالي على إفراغ منازلهم من الممتلكات، وذلك بشكل يومي حالياً بسبب توقف القصف عليها وبُعد قوات الأسد عنها حتى الآن”.
وأضاف الناشط أن “سراقب أصبحت منطقة عسكرية، وذلك بعد نزوح أهالي القرى الواقعة على طريقي (M4) و (M5) أي من سراقب غرباً إلى أورم الجوز وما بعدها، وكذلك(المناطق) شمالاً من ناحية طريق حلب أيضاً تشهد عمليات نزوح”.
وتغيب المؤشرات المرتبطة بمستقبل نقاط المراقبة التركية في إدلب، وعلى مدار العامين الماضيين، كانت تركيا قد أكدت أن وجودها في سورية سيبقى على حاله، حتى التوصل إلى حل سياسي.
وضع سراقب مختلف. لأنّه الجيش التركي نشر عرباته وعناصره على الطريق، وعمل حاجز في المدينة الصناعيّة. والنقاط الجديدة واقعة على الطريق تماماً. يعني مافي مجال يلتف عليها هالمرّة. كما سد جميع المنافذ المؤدية إلى المدينة، وحفر الخنادق ورفع المتاريس حولها. أو كما قيل.
— M Nour Al-Mayhani (@MNourAlMayhani) February 2, 2020