سراقب “منطقة عسكرية” بعد نزوح 98 بالمئة من سكانها.. ما أهميتها؟
خَلتْ مدينة سراقب الاستراتيجية جنوب شرق إدلب، من معظم سكانها، بالتزامن مع زحف قوات الأسد وروسيا وميليشيات إيران، نحو هذه المنطقة، الواقعة على الطريق الدولي دمشق- حلب المعروف باسم (M5).
ومنذ تمكن قوات الأسد بدعم جوي روسي، من السيطرة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية جنوب إدلب، أفسح ذاك المجال أمام تقدم النظام باتجاه مدينة سراقب، التي تشكل عقدة طرق تربط وسط سورية بشمالها وشمالها بغربها، عبر تقاطع الطرق الدولية، المعروفة بـ M5 الذي يربط بين دمشق وحلب وM4 الذي يربط بين اللاذقية وحلب ثم مناطق شمال شرق البلاد.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، موجة نزوح كبيرة من القرى بمحيط مدينة سراقب، وصفت بـ”الكارثية”، والتي لم تشهدها المنطقة من قبل، بسبب تكثيف الطيران الحربي للنظام وروسيا القصف الجوي على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
منطقة عسكرية
وقال نور عباس، وهو ناشط في المكتب الإعلامي لمدينة سراقب، في تصريح لـ “السورية نت”، إن “نسبة 98 بالمئة من أهالي مدينة سراقب نزحوا منها، حيث يعمل الأهالي على إفراغ منازلهم من الممتلكات، وذلك بشكل يومي حالياً بسبب توقف القصف عليها وبُعد قوات الأسد عنها حتى الآن”.
وأضاف الناشط أن “سراقب أصبحت منطقة عسكرية، وذلك بعد نزوح أهالي القرى الواقعة على طريقي (M4) و (M5) أي من سراقب غرباً إلى أورم الجوز وما بعدها، وكذلك(المناطق) شمالاً من ناحية طريق حلب أيضاً تشهد عمليات نزوح”.
وقال المحلل العسكري السوري، العقيد أحمد الحمادة، لـ “السورية نت”، إن “مدينة سراقب لها أهمية ثورية كبيرة وعدد سكانها بحدود ٥٠ ألف نسمة معارضون للنظام، هذا فضلاً عن وقوعها على الطريق الدولي m5 الذي تريد روسيا وإيران ونظام الأسد السيطرة عليها”.
وأشار المحلل العسكري، إلى أن سراقب لها “أهمية أكبر لأنها تشكل عقدة مواصلات ووصل بين ،m5…m4 القادم من اللاذقية، ومنفذ رئيسِ باتجاه أبو الظهور ومطارها وهي قريبة نسبياً من مركز المحافظة 27كيلو عن مدينة إدلب…وبالسيطرة عليها تقترب قوات النظام من حلب أكثر والريف الجنوبي لحلب، الذي يتعرض لهجمات عديدة من قبل النظام للسيطرة عليه”.
وبما يخص قدرة فصائل المعارضة على منع قوات الأسد من السيطرة على سراقب، قال حمادة:”هناك استعدادات عسكرية لصد هجوم النظام، ونرجوا أن يتم صد الهجوم، ولكن إستخدام الكثافة النارية الروسية وقلة التسليح النوعي للثوار مُشكلة حقيقية”.
و تدور معارك كر وفر في قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي الشرقي، إذ تشير الخارطة العسكرية إلى أن قوات الأسد تمكنت من السيطرة على (معرة النعمان وحرش معرة النعمان وحرش كفروما والدانا وبسيدا وموقة وضهرة مسايا وجرادة).
وتواردت الأنباء عن إنشاء الجيش التركي، أمس الخميس نقطةَ مراقبة جديدة بالقرب من مدينة سراقب، بعد أيام من إنشاء نقطة مراقبة جنوب المدينة.
ووفقاً لـ”شبكة المحرَّر”، فإن الجيش التركي أنشأ نقطة مراقبة جديدة شمال مدينة سراقب، على الأتوستراد الدولي (دمشق – حلب).
والنقطة التركية الجديدة، هي الثانية خلال أيام، حيث قام الجيش التركي يوم الأربعاء الماضي، بإنشاء نقطة مراقبة في مركز الحبوب جنوب مدينة سراقب، وتقع على الأتوستراد الدولي (حلب – دمشق).
يشار إلى أن قوات الأسد عقب سيطرتها على معرة النعمان، تحاول التقدم نحو سراقب، وذلك بهدف إكمال سيطرتها على ما تبقى من الطريق الدولي إلى حلب، مما يضعف مناطق سيطرة الفصائل في مدينة أريحا وجسر الشغور التي تشكل مدخلاً إلى محافظة اللاذقية.