أحدث السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعان إردان، ضجة خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الاثنين، عبر ارتدائه “النجمة الصفراء” ورفضه إزالتها.
وكان جلعاد والوفد المرافق له قد ارتدوا “النجمة الصفراء” خلال جلسة خاصة بالوضع في غزة وسورية، بسبب عدم إدانة مجلس الأمن لما أسماها “فظائع حماس”، وفق تعبيره.
وقال جلعاد موجهاً حديثه لأعضاء مجلس الأمن الـ 15: “البعض منكم لم يتعلّم شيئاً على مدى السنوات الثمانين الماضية. البعض منكم نسوا سبب إنشاء هذه المنظمة”.
مضيفاً أن بلاده تستنكر “صمت” مجلس الأمن إزاء الهجوم الذي نفذته حركة “حماس” في غلاف غزة قبل ثلاثة أسابيع، تحت ما يعرف بعملية “طوفان الأقصى”.
ورفض السفير الإسرائيلي إزالة النجمة الصفراء، التي فرض النازيون الألمان على اليهود ارتداءها سابقاً.
مؤكداً أنه والوفد المرافق له سيضعون هذه النجمة “حتى تستيقظوا وتدينوا فظائع حماس”.
وأردف: “مثل أجدادي وأجداد ملايين اليهود، من اليوم فصاعداً، سنرتدي أنا وفريقي النجوم الصفراء”، والتي كتب داخلها “لن يتكرر ذلك أبداً”.
السفير الاسرائيلي جلعاد إردان بالجلسه الطارئه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
سأرتدي وفريقي نجمة داوود الصفراء (للإشارة لمظلوميتهم وتذكيرا بالاضطهاد الذي تعرضوا له على يد النازية)
قائلا : سنرتديها حتى تدينوا الفظائع التي ارتكبتها حماس وطالبتم بإطلاق سراح الرهائن الفوري pic.twitter.com/Kh2uR9b4Xm— MuhsinA (@Looking4peace6) October 31, 2023
ما قصة “النجمة الصفراء”؟
تعود “النجمة الصفراء” إلى زمن النازيين في ألمانيا، حين أجبروا اليهود على ارتدائها وتعليقها على ملابسهم لتمييزهم عن بقية الشعب.
وبين عامي 1939 و1945 فُرض على اليهود في ألمانيا وعموم أوروبا ارتداء شعارات وشارات محددة، من أجل تسهيل مراقبة القوانين الخاصة بهم في تلك الفترة.
إلا أنه في أيلول/ سبتمبر 1941، فرضت الحكومة الألمانية على جميع اليهود ارتداء شارة “النجمة الصفراء”، لتمييزهم عن المسيحيين والغجر وغيرهم من الأعراق الأوروبية.
وكان اليهودي الذي يرفض تعليق النجمة يعاقب بالغرامة أو السجن أو الإعدام.
واستمر ذلك حتى سقوط حكم النازيين عام 1945، لتبدأ بعدها عمليات ترحيل أولى دفعات اليهود إلى الشرق.
وتستغل إسرائيل تلك النجمة عبر استخدامها في المحافل الدولية للإشارة إلى “الهولوكوست” والمجازر التي تعرض لها اليهود خلال حكم النازيين.
وهذا الشعار هو عبارة عن نجمة سداسية، كتب بداخلها “يهودي”، لكن السفير الإسرائيلي كتب بداخلها “لن يتكرر أبداً”.
وجاء ارتداء الوفد الإسرائيلي للنجمة عقب فشل مجلس الأمن باتخاذ قرار حول الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
إذ صوت المجلس على أربعة مشاريع قرار، لكنها لم تحصل على التأييد المطلوب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تشن إسرائيل حرباً عنيفة في غزة، عبر استهداف المدنيين والبنية التحتية، وذلك عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها “حماس” داخل الأراضي الإسرائيلية، رداً على انتهاكات إسرائيل في المسجد الأقصى.
ويحذر أعضاء مجلس الأمن من امتداد الصراع ليشمل الدول المجاورة، وسط مخاوف من دخول أمريكا وإيران في “صراع أكبر”.