على عكس معظم السنوات التي تحتوي على 365 يوماً، فإن عام 2024 هو “سنة كبيسة”، مما يعني أنه يحتوي على 366 يوماً.
وسيكون اليوم “الكبيس” في صالح أقصر شهر في السنة وهو فبراير/شباط، وبالتالي سيصبح 29 يوماً.
تحدث السنوات الكبيسة بشكل عام كل أربع سنوات، وكانت آخر واحدة في عام 2020، وستكون التالية في 2028، وبعدها 2032 و2036.
وستقع الأيام الكبيسة يوم الثلاثاء 29 فبراير 2028؛ الأحد 29 فبراير 2032 والجمعة 29 فبراير 2036.
لماذا نحتاج إلى “سنوات كبيسة”؟
بينما نتبع التقويم الغريغوري الذي يبلغ 365 يوماً، إلا أن الأرض تستغرق في الواقع أكثر من عام بقليل للدوران حول الشمس.
وبدون اليوم الإضافي في السنوات الكبيسة، فإن التقويمات والفصول سوف تصبح غير متزامنة تدريجياً، وهذا بدوره يؤثر على الزراعة والحصاد، حسب تقرير معلوماتي لشبكة “سي بي إس” الأمريكية.
وتساوي السنة بناء على مدار الأرض حول الشمس 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أو 365.2422 يوماً، بحسب وكالة “ناسا“.
وفي معظم السنوات، يتم تقريب التقويم إلى 365 يوماً، لكن تلك الساعات الست الإضافية تقريباً لا تختفي.
ولمراعاة الفرق الذي تحدثه تلك الساعات، يتم إضافة يوم إضافي إلى شهر فبراير كل سنة كبيسة، مما يمنح الشهر 29 يوماً بدلاً من 28 كل أربع سنوات تقريباً.
“أمثلة عن تراكم الساعات”
وعلى الرغم من وجود اختلاف بسيط، إلا أن هذه الساعات ستتراكم بمرور الوقت لولا وجود “السنوات الكبيسة”.
على سبيل المثال، لنفترض أن شهر يوليو هو شهر صيفي دافئ، وإذا لم تكن لدينا سنوات كبيسة، فإن كل تلك الساعات المفقودة ستتراكم في الأيام والأسابيع وحتى الأشهر، وفقاً لوكالة “ناسا“.
وتشير إلى أنه وفي نهاية المطاف، وفي غضون بضع مئات من السنين، سيأتي شهر يوليو بالفعل في أشهر الشتاء الباردة!.
“رياضيات السنوات الكبيسة”
ومع أن السنوات الكبيسة تأتي عادةً كل أربع سنوات، إلا أن هذا ليس هو الحال دائماً.
في عام 1582، قام البابا غريغوري الثالث عشر بإصلاح التقويم من خلال تحديد أن جميع السنوات القابلة للقسمة على 4 هي سنوات كبيسة، باستثناء سنوات القرن، والتي يجب أن تكون قابلة للقسمة على 400 ليتم اعتبارها سنوات كبيسة.
وهناك القليل من الرياضيات في معرفة متى تقع السنوات الكبيسة ضمن التقويم الغريغوري، حيث يجب أن تكون السنة قابلة للقسمة على أربعة.
وإذا كان من الممكن أيضاً تقسيم السنة بالتساوي على 100، فهي ليست سنة كبيسة إلا إذا كانت السنة أيضاً قابلة للقسمة على 400.
ولهذا السبب كانت سنة 2000 سنة كبيسة، لكن 2100 و2200 و2300 لن تكون سنوات كبيسة.
“تقاليد وأطفال وخرافات”
ويوجد حوالي 5 ملايين شخص حول العالم لديهم أعياد ميلاد في السنة الكبيسة.
وفي السنوات غير الكبيسة، يتم الاحتفال عادةً إما في 28 فبراير أو 1 مارس.
وهناك العديد من التقاليد والخرافات المرتبطة بالسنوات الكبيسة.
ومنها يوم العازبة، ويعرف أحياناً باسم “امتياز السيدات” وهو تقليد أيرلندي يسمح للمرأة من خلاله بخطبة الرجال في يوم كبيس.
وبطبيعة الحال، في العصر الحديث يمكن للمرأة أن تعرض الزواج على رجل في أي يوم يحلو لها من أيام السنة.
ولكن هذا التقليد من المفترض أن يعود إلى القرن الخامس، ويعتقد أنه يستند إلى أسطورة القديسة بريدجيت والقديس باتريك.
ويقال، وفق “بي بي سي” إن بريدجيت ذهبت إلى باتريك للشكوى من أن النساء يضطررن إلى الانتظار طويلاً للزواج، لأن الرجال كانوا بطيئين في الزواج، وطلبت إتاحة الفرصة للمرأة للتقدم بعرض الزواج.
وهناك أيضاً تقاليد تتعلق برفض عرض المرأة حيث سيتعين على الرجل في هذه الحالة تعويض هذه المرأة بشراء قفازاتها أو فساتينها الحريرية.
وفي بعض الثقافات الأخرى، يعتبر اليوم الكبيس يوم شؤم.
في اليونان، ينصح تقليدياً بعدم الزواج خلال سنة كبيسة، وخاصة في يوم كبيس، وتقول التقاليد إن أي زيجات تعقد في سنة كبيسة ستنتهي بالطلاق.
وفي اسكتلندا، اعتاد الناس على الاعتقاد بأن اليوم الكبيس هو اليوم الذي تجتمع فيه الساحرات لإيقاع الأذى، ولا يزال بعض الاسكتلنديين يعتقدون أن الولادة يوم 29 فبراير/شباط من سوء الطالع.