تواجه العلاقات الأمريكية- التركية تحديات عدة خلال المرحلة الجديدة، التي ستتبع الانتخابات الرئاسية التركية، وما تلاها من تشكيل حكومي جديد في تركيا.
وتعتبر العلاقة مع واشنطن ذات أولوية بالنسبة للحكومة التركية الجديدة، خاصة مع التغييرات التي طالت منصب وزير الخارجية، وتعيين هاكان فيدان بديلاً عن مولود جاويش أوغلو، بحسب شبكة “bbc” التركية.
وطرحت الشبكة في تقرير لها، اليوم الاثنين، التحديات التي ستواجهها العلاقات الأمريكية- التركية خلال المرحلة المقبلة، أبرزها الملف السوري وصفقة “f16”.
سورية في العلاقات الأمريكية- التركية
يعتبر الملف السوري أحد أبرز الملفات التي سيناقشها الجانبان خلال المرحلة المقبلة، بحسب تقرير “bbc”.
وجاء فيه أن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة تقديم تنازلات بالملف السوري، خاصة مسألة دعم واشنطن للجماعات الكردية في سورية.
وأضاف أن تركيا تريد الحصول على ضمانات بإنهاء دعم واشنطن لـ “وحدات حماية الشعب”، التي تصنفها أنقرة “إرهابية”.
وذلك لقاء موافقة تركيا على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبحسب “bbc”، فإنه “من المتوقع أن يطرح هاكان فيدان قضية وحدات حماية الشعب بقوة أكبر في اجتماعاته مع نظرائه الأمريكيين”.
خاصة أن فيدان أشرف على العمليات التي تنفذها بلاده ضد “الوحدات” في سورية منذ سنوات، باعتباره رئيساً للاستخبارات.
وأصبح فيدان وزيراً للخارجية التركية، بموجب التشكيلة الحكومية الجديدة التي تم الإعلان عنها أول أمس السبت.
وأضافت الشبكة أنه من وجهة نظر واشنطن، يعد الملف السوري من بين الموضوعات ذات الأولوية في العلاقات مع تركيا.
وتابعت: “تشعر واشنطن بالقلق من عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق عبر موسكو وطهران”.
ومن أهم أسباب هذا القلق أنه “قد يؤدي إلى تطورات من شأنها إضعاف الجنود الأمريكيين وغيرهم من الجنود الغربيين في البلاد من الناحية الأمنية”.
صفقة أسلحة عالقة
وإلى جانب الملف السوري، تتوقع تركيا من الولايات المتحدة تقديم تسهيلات ضمن صفقة شراء مقاتلات “f16” الحديثة.
وقالت الشبكة في تقريرها إن المحادثات التي ستجريها تركيا حول انضمام السويد لـ “الناتو”، ستشمل أيضاً شروطاً بإتمام صفقة “f16″، لقاء موافقة تركيا على الانضمام.
وأضافت أنه بالرغم من تأكيد مسؤولي البلدين أنه لا توجد صلة مباشرة بين شراء تركيا طائرات “f16” من الولايات المتحدة، وبين انضمام السويد لـ”الناتو”، إلا أن المؤشرات تدل على وجود رابط بينهما.
وكان الرئيسان التركي والأمريكي تحدثا هاتفياً، الأسبوع الماضي.
وقال بايدن إن المكالمة تضمنت الحديث عن شراء تركيا لطائرات “f16” وعضوية السويد.
“إذا فشلت صفقة F16”.. ما هي خيارات تركيا لشراء المقاتلات الحربية؟
ويسود في الأوساط السياسية الأمريكية رفضاً لشراء تركيا هذه الطائرات، خاصة في الكونغرس.
وقال بوب مينينديز، أحد أكثر أعضاء مجلس الشيوخ المعارضين لتركيا، إنه حتى في حال موافقة تركيا على عضوية السويد، يمكن إتمام صفقة البيع بشرط أن تنهي “عدوانية” تركيا تجاه دول “الناتو”.
وتشير تعليقات مينينديز هذه إلى تخفيف واشنطن من حدة موقفها تجاه تركيا، بحسب “bbc”.
مضيفةً أنه من غير المتوقع أن تتخذ واشنطن خطوة بشأن “f16” قبل قمة “الناتو” في ليتوانيا، في يوليو/ تموز المقبل.
واتبعت العلاقات الأمريكية- التركية مساراً متقلباً خلال السنوات الأخيرة، تخللها خلافات عدة.
إلا أن العلاقات حققت استقراراً نسبياً منذ عام 2021، أي مع تسلم جو بايدن رئاسة البيت الأبيض.