سوريون يحيون الذكرى التاسعة للثورة: لسا بدنا حرية
أحيا سوريون الذكرى التاسعة للثورة، التي انطلقت في مثل هذا اليوم عام 2011، عبر التأكيد على مطالب الحرية وإسقاط نظام الأسد.
وشهدت مدن وبلدات المناطق التي تُسيطر عليها الفصائل السورية، في ريف حلب وإدلب وريفها، خروج مظاهرات رفعت أعلام الثورة، وهتفت بالإصرار على متابعة الطريق بالوصول إلى أهداف الثورة.
وجابت مظاهرات مدن ريف حلب الشمالي، منها بلدة باتبو بريف حلب الغربي وصوران والباب، التي شهدت رفع أكبر علم بالمدينة بحضور رسمي من قيادات وفعاليات مدينة الباب.
كما خرجت مظاهرة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، وحمل المتظاهرون لافتات تدعو إلى محاسبة نظام الأسد وروسيا.
وتضمنت لافتات المتظاهرين عبارات “أمهاتنا في حلب قريباً سيسمع الأسد زغاريدكم فرحاً بعودة أبنائكم”، “سنعيدها سيرتها الأولى قادمون يا حلب”.
أما في إدلب فقد تظاهر العشرات على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) رفضاً لمرور الدوريات التركية- الروسية المشتركة إلى طول الطريق.
وحمل المتظاهرون لافتات تضمنت “الثورة طريقنا لا رجوع عنه”، و”روسيا دولة إرهاب، لا يمكن أن تكون ضامن”.
وإلى جانب المظاهرات تعددت الأساليب التي عبر فيها سوريون عن موقفهم.
من جهتها أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بياناً، وثقت فيه مقتل 226247 مدنياً، بينهم 14391 بسبب التعذيب وإخفاء قسري لـ 100 ألف، وتشريد 15.2 مليون سوري، منذ انطلاق الثورة في 2011.
كما وثقت 222 هجوماً كيميائياً و492 عنقودياً و81916 برميلاً متفجراً، مشيرة إلى أن ذلك “فاتورة المطالبة بالتغيير السياسي نحو الديمقراطية”.
إصرار محلي ودعوات دولية
وأصدر “الائتلاف الوطني” المعارض بياناً، أكد فيه أن “الشعب السوري وأبناء ثورته لن يرضوا إلا بانتقال سياسي كامل، ينحي المجرمين عن سدة الحكم في سورية، ويقدّمهم إلى المحاكمة العادلة”.
واعتبر الائتلاف أنه “لا قيمة للقرارات الدولية، إن لم تتوافر إرادة دولية حقيقية لتنفيذها وفرضها، وهذا ما باتت الظروف مناسبة له اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
وأشار الائتلاف إلى أنه “ليس مثل السوريين أحد يعشق الحرية، أتموا عامهم التاسع في الثورة في سبيل دولة ديمقراطية، تضمن أمن وحرية وكرامة أبنائها كل أبنائها، وعلى الرغم من فداحة الثمن؛ ما زالوا مثابرين على حلمهم وأهداف ثورتهم”.
أما على المستوى الدولي، قال المبعوث الدولي إلى سورية، غير بيدرسون، في بيان له إن “الصراع السوري يدخل الآن عامه العاشر، ومازالت معاناة الشعب السوري خلال هذا العقد المأساوي والمرعب تتحدى العقل والمنطق”.
وأضاف أن “مئات الآلاف من السوريين فقدوا حياتهم، ومئات الآلاف تم اعتقالهم أو اختطافهم، فيما فر نصف السكان من منازلهم”، مشيراً إلى نزوح مليون شخص في إدلب وحدها خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما يجعل المأساة تتفاقم.
وأكد أن “مصير الشعب السوري أصبح مرتبطاً بصورة خطيرة وحتمية بالمنطقة الأوسع والمجتمع الدولي، وأصبحت الطبيعة المخيفة والدائمة للصراع هي دليل على فشل جماعي للدبلوماسية”.
أما وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، غرد عبر حسابه في “تويتر” بأن “الشعب السوري بدأ منذ تسع سنوات، احتجاجات سلمية تطالب نظام الأسد بالاعتراف بحقوقه وكرامته الأساسية”.
وأكد بومبيو أن “سكان سورية يستحقون العيش بسلام وخالية من الغارات الجوية وهجمات الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والاحتجاز والتعذيب والتجويع”.
Nine years ago today the Syrian people began peaceful protests calling for the Assad regime to recognize their basic rights and dignity. The people of #Syria deserve to live in peace free from airstrikes, chemical weapons attacks, barrel bombs, detention, torture, and starvation.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) March 15, 2020
هدير الطائرات يهيمن على السياسة
وتدخل الثورة السورية عامها العاشر، في ظل غياب مؤشرات واضحة حول الدفع باتجاه حل القضية السورية، عبر حل سياسي، وإجبار نظام الأسد وداعميه (روسيا وإيران) للقبول بعملية سياسية تحت إشراف أممي.
في حين يخيم المشهد العسكري على الساحة السورية، وخاصة في إدلب التي تشهد توتراً وخلافاً بين الضامنين (تركيا وروسيا) حول السيطرة على المنطقة.
وتقدمت قوات الأسد، خلال الأشهر الماضية، في المنطقة وسيطرت على مدن استراتيجية منها سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون، قبل توصل الأتراك والروس إلى اتفاق، الأسبوع الماضي.
وينص الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4)، الأمر الذي رفضه بعض أهالي المنطقة واعتصموا على الطريق لمنع مرور الدوريات الروسية.
وطغا المشهد العسكري على المسار السياسي، المتجسد باللجنة الدستورية، والمتوقفة منذ أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما هيمن هدير الطائرات الروسية في إدلب على الأصوات التي تنادي بالحل السياسي.
ولا يعرف حتى الآن مصير اللجنة وموعد انعقاد الجولة المقبلة تحت مظلة الأمم المتحدة، بعدما عقدت سابقا جولتين اثنتين باءتا بالفشل.