سيدات يحيين التراث الشعبي بـ”معرض يدوي” في مدينة إدلب (صور)
سعت سيدات متدربات في مجال الخياطة والصوف وتصنيع الإكسسوارات وصناعة القصب، على إحياء التراث الشعبي، من خلال أعمالٍ في مشغل للأعمال اليدوية والتراثية في مدينة إدلب، بتنظيم من “الاتحاد النسائي العام”.
وقدّم المعرض الذي أقيم أول أمس، في مدينة إدلب، أعمالاً يدوية وألبسة صوفية وقماشية مصنّعة من قبل المتدربات، إلى جانب أشغال تراثية قصبية من سلال وأواني منزلية وغيرها، أردنَ من خلالها التذكير بتراث المنطقة والصناعة التقليدية.
تأمين فرصة عمل
فاطمة حامد رئيس الاتحاد النسائي (الجهة المنظّمة للمعرض)، تقول لـ”السورية.نت”، إنّ “المشروع بدأ من خلال منحة مقدمة من منظمة “مضمار” يهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً”.
وتضيف:”لدينا أربعة أنشطة ضمن مشاريع التدريب التي تمّ العمل عليها، وهي الخياطة والصوف والإكسسوارات وتجميل السيدات، وصناعة القصب وهو ما تمّ التركيز عليه”.
وتوضح حامد، أنّ المشروع ساهم في تدريب عدة سيدات معيلات لأسرهنّ وأخريات من ذوي الاحتياجات الخاصّة، كي يوفر لهنّ فرصة عمل مستقبلاً من خلال ما تعلّمنه في التدريبات التي قدّمها المشروع، إضافةً إلى دعمهنّ نفسياً وعلى وجه الخصوص من “ذوي الاحتياجات الخاصة”.
واستمر مشروع “أثق بقدراتي” الذي تمخّض عنه أعمال المعرض، حوالي شهر ونصف بمشاركة أكثر من 60 سيدة متدربة من منطقة ريف حلب الغربي، مقيمات ومهجّرات، حيث انقسمن السيدات على مجموعات كل منهنّ حسب اختصاصه.
طموح وآمال
نادية مصطفى الويس، تشير لـ”السورية.نت” إلى أنّ “مشاركتها في التدريب والمعرض كان عملاً مفيداً(..) تمكنت من تأمين مورد معيشي لأسرتي بعد تعلم فنون الحياكة وحبك الصوف من خلال تدريبات المشروع”.
وتطمح نادية مع مجموعتها البالغة حوالي 15 سيدة، أن “تلقى أعمالهنّ ترويجاً وتسويقاً جيداً حتى يجنين ثمارها ويعود عليهنّ بمردود مالي يعيل أسرهنّ، ولا يمكن ذلك إلا من خلال الترويج والقدرة على بيع المنتجات الصوفية اللاتي يصنّعنها”.
فاطمة عيسى، متدربة تطريز وإكسسوارات، تعتبر أنّ “تعلمها فنون الرش والتطريز والأعمال اليدوية التراثية، من الممكن أن يساعدني في المستقبل لافتتاح مشروع منزلي صغير”.
وتضيف لـ”السورية.نت”: “نحتاج أن نحصل الدعم حتى نؤمن المواد الأولية والتشغيلية، ونستمر في إنتاجنا”.
وتركز السيدات المشاركات في المعرض، على إنتاج الأعمال التي تلقى استعمالاً وإقبالاً من الأهالي حتى يتمكنَّ من ترويجها وتسويقها بأريحية، وهو ما أمكن ملاحظته بالألبسة النسائية التي ركّزت على الأثواب والأطقم المطلوبة شعبياً.
ولجأت سيدات خلال السنوات الماضية التي شهدت عمليات عسكرية كثيرة، وعانت بعض الأسر بالتالي من غياب ربّ الأسرة بسبب قصف قوات الأسد أو الاعتقال والتغييب، إلى العمل وافتتاح مشاريع خاصة تؤمّن قوت العائلة ومصدر رزقٍ دائم.
ووفرت العديد من منظمات المجتمع المدني، تدريبات تستهدف سيدات ومعيلات أسر، بهدف تأمين مصدر دخل دائم ضمن ما يعرف بمشاريع “سبل العيش”.
ومن بينها منظمة “‘إحسان للإغاثة والتنمية” أحد برامج “المنتدى السوري”، التي تدير مراكز عديدة لـ”لدعم إبداع المرأة” في مناطق شمال غرب سورية، إذ ساهمت هذه المراكز في تدريب كثير من السيدات على مهنٍ يدوية وغيرها، ولعبن دوراً حيوياً أثناء حملات مكافحة جائحة “كورونا”.
ريف حلب.. روبوت لتعقيم اليدين ضد “كورونا” بصنع يافعات سوريات (صور)