أرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية إلى بلدة عين عيسى في ريف محافظة الرقة، وهي العاصمة الإدارية والسياسية لـ”الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية.
وتبعد عين عيسى حوالي 55 كيلومتراً عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي، وكانت قبل عام 2011 ناحية إدارية في منطقة تل أبيض، لتُضم فيما بعد إلى منطقة عين العرب (كوباني).
ويأتي إرسال التعزيزات، بحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم الاثنين، في ظل التصعيد الذي تشهده المنطقة، وبالتزامن مع التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على طول الحدود الشمالية للبلاد.
وأوضحت “الوطن” أن رتلاً عسكرياً لقوات الأسد دخل، أمس الأحد، إلى عين عيسى، وانتشر في محيطها، مشيرةً إلى أنه الثاني من نوعه، خلال أسبوع.
وتشابه تحركات قوات الأسد في المنطقة في الوقت الحالي السيناريو الذي شهدته مناطق شمال وشرق سورية، في أواخر عام 2019، عندما أطلقت تركيا عملية “نبع السلام”.
وفي ذلك الوقت وبينما سيطر الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني” على منطقة واسعة بين تل أبيض ورأس العين، نشرت قوات الأسد قواتها في محيط المنطقة، بناء على طلب من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وبموجب اتفاق بينهما.
ودعا قائد “قسد”، مظلوم عبدي، يوم أمس الأحد قوات الأسد إلى “حماية الحدود” في وجه التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة.
وطالب عبدي، في حديث مع فضائية “روناهي”، نظام الأسد لإظهار موقفه من التهديدات التركية.
وقال إن “المطلوب من الدولة السورية هو أن تكون صاحبة موقف، لأنه في النهاية جزء من الأرض السورية يتعرض للهجمات والاحتلال”، بحسب تعبيره.
من جهتها أصدرت خارجية النظام بياناً، السبت، اعتبرت فيه أن التهديدات التركي “تتناقض مع تفاهمات ومخرجات مسار أستانا، وتنسف كل التفاهمات السابقة برعاية دولية والتي تمت على خطوط مناطق خفض التصعيد”.
وخلال الأيام الماضية صدرت تصريحات من قبل مسؤولين أتراك، أكدوا فيها عزم بلادهم، شن عملية عسكرية ضد “قسد” شمال سورية.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، أن العملية العسكرية التي تنوي بلاده تنفيذها في سورية، تستهدف السيطرة على منطقتي تل رفعت ومنبج بريف حلب.
وكانت مفاوضات جرت بين “قسد” ونظام الأسد برعاية روسية، العام الماضي، بعد تهديدات تركية مماثلة حول دخول قوات الأسد إلى المنطقة، إلا أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.
وتواجه العملية التركية رفضاً أمريكياً حتى الآن، إذ اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن شن تركيا لعملية عسكرية جديدة في سورية “سيعرض المنطقة للخطر”.
في حين يزور وفد عسكري روسي تركيا، الأربعاء المقبل، لإجراء اتصالات ومفاوضات “ذات أهمية كبيرة”، بما فيها العملية التركية.