“شارك بقتل السوريين”.. “موسكفا” أكبر خسارة بحرية لروسيا منذ 1905
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فجر اليوم الجمعة، أن الطراد “موسكفا” غرق في أثناء محاولة جره إلى الميناء في “طقس عاصف”، في رواية تخالف تلك التي كشفت عنها أوكرانيا، معلنةً استهدافه بصاروخ، أمس الخميس.
وتمثل خسارة الطراد الذي يعد رمزاً للقوة البحرية الروسية “ضربة جديدة” للحملة العسكرية التي تشنها على أوكرانيا.
وقالت وسائل إعلام روسية إن الطراد الذي بدأ تشغيله في عام 1983، كان مسلحاً بستة عشر صاروخ كروز مضاد للسفن، يصل مداها إلى 700 كيلومتر على الأقل.
وبغرق”موسكفا” الذي يزن 12.490 طناً يكون هو أكبر سفينة حربية يغرقها عدو لروسيا، منذ الحرب العالمية الثانية.
كما يشكل غرقه أكبر خسارة بحرية لروسيا منذ 1905 ومعركة تسوشيما ضد الإمبراطورية اليابانية يومها، بحسب مصادر غربية متقاطعة.
ونالت “موسكفا” شهرة في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، عندما انتشر تسجيل لجنود أوكرانيين يحرسون إحدى الجزر، وهم يتوجهون إلى طاقم السفينة عبر جهاز اتصال لاسلكي، بأن “يذهبوا إلى الجحيم” بعد أن دعوهم للاستسلام.
ووفق وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء، خضع الطراد لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين، آخرهما بين عامي 2018 و2020. ويمكن أن يصل طاقمه إلى 680 عنصراً، وفق وزارة الدفاع الروسية.
الحرب الأول الذي شارك فيه الطراد، كانت في جورجيا في أغسطس/ آب 2008، ليكون عقب ذلك طرفاً في الحرب الروسية ضد السوريين، عندما تدخلت موسكو في عام 2015 إلى جانب النظام السوري.
كان طرفاً في الحرب السورية وغزو جورجيا.. قاد طراد "موسكفا" عمليات عديدة للبحرية الروسية، لكن هل يندثر الآن على الساحل الأوكراني؟ #مسائية_DW#طراد_موسكو#الحرب_الروسية_الأوكرانية#روسيا_أوكرانيا pic.twitter.com/9w5WomoTVI
— DW عربية (@dw_arabic) April 14, 2022
ونشر الجيش الروسي “موسكفا” في الفترة من سبتمبر/ أيلول 2015 إلى يناير/ كانون الثاني 2016 في شرق البحر المتوسط، لضمان “الدفاع المضاد للطائرات” في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية، كما عمل على تأمين الإمدادات للقاعدة الجوية في حميميم.
وشارك “موسكفا” حينما كان يُسمّى “سلافا”، في قمة مالطا للزعيمين السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والأمريكي جورج بوش، التي عُقدت على متن سفينة “مكسيم غوركي” في ديسمبر/ كانون الأول 1989، مباشرةً بعد سقوط جدار برلين.
وصعد عدد من القادة الأجانب على متن الطراد، وقد رحب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” نفسه بزعماء قريبين منه على متنه، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس/ آب 2014، ورئيس الحكومة الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني خلال زيارة إلى إيطاليا.
كذلك جال الطراد حول العالم لإجراء مناورات عسكرية، وزار كثيراً من الموانئ الأوروبية والآسيوية والأفريقية، ومنح بوتين وسام “ناخيموف” لطاقمه بأكمله، تقديراً لـ”شجاعتهم وتصميمهم”.
“قاتل حاملات الطائرات”
طراد “موسكفا”، أو كما يعرف روسياً بـ”قاتل حاملات الطائرات“، مهمته الأساسية مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبيرة.
ودخل الخدمة في يناير/ كانون الثاني 1983 تحت اسم “سلافا” أي المجد.
ويُعد الطراد الأكثر تجهيزاً في الفئة “فارياج” الروسية، وتبلغ حمولته الكاملة 11300 طن، ويستطيع حمل مروحيتين مسلحتين ضد السفن والغواصات، ولكنه يحمل حوامة واحدة من طراز “كا 27”.
تنبع قوته كذلك من أنه مجهز بصواريخ كروز المضادة للسفن من نوع “بي 500″، التي يبلغ مداها 550 كيلومتراً، بينما تصل سرعتها إلى 3 آلاف كيلومتر في الساعة، ويبلغ وزن رأسها الحربي 950 كيلوغراماً.
يحمل الطراد 16 صاروخاً من نوع “إس- إس- إن 12” و4 صواريخ من نوع “إس إيه-إن 4″، ومدفعين من عيار 130 مليمترا، ونظاماً مركزياً للدفاع ضد الصواريخ، و84 صاروخاً من نوع “إس 300″، ولكن سيحل محلها 64 صاروخاً من طراز “إس 400″، وينتهي من تجهيزها نهاية 2015.
“تأثيرات غرقه على الحرب”
وفق لتحليل نشرته “بي بي سي” عربي اليوم الجمعة، فإن هذا الحادث هذا الحادث، يُعد “انتكاسة قوية” للجهود الحربية الروسية لعدة أسباب عسكرية ومعنوية.
ووفق التحليل، فإن “موسكفا” رغم أنها سفينة قديمة بُنيت إبان العهد السوفيتي، لكنها تحمل لواء قيادة الأسطول الروسي في البحر الأسود منذ عام 2000، وظلت تمثّل الأسطول الروسي المُعادي قبالة الساحل الأوكراني في أوديسا.
وأيا كانت حقيقة ما حدث وأشعل النيران فوق متن السفينة التي ظلت زمناً رمزاً للقوة الروسية، ستصير موسكفا منذ الآن “رمزاً للبطولة” في أوكرانيا.
وعلى الصعيد العملياتي، بحسب “بي بي سي”، سيجبر هذا الحادث السفن الحربية الروسية على التقهقر بعيداً عن السواحل الأوكرانية حرصا على سلامتها.