عقب الاجتماع الرباعي في عمّان، لبحث مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية- الأردنية، أعلن الأردن عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات عند حدوده مع سورية، فيما أعلن نظام الأسد عن ضبط شحنتين أخرتين.
وكان وزراء داخلية العراق ولبنان والأردن والنظام السوري، اجتمعوا في عمّان أول أمس السبت، واتفقوا على “تأسيس خلية اتصال مشتركة مع العراق وسورية”، من أجل تتبع شحنات المخدرات حتى وجهتها النهائية.
ويوجد في الخلية ضباط ارتباط لمتابعة المعلومات، حسب وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية.
لكن بعد ساعات على انعقاد الاجتماع، أعلن الجيش الأردني عن مقتل 5 مهربين وإصابة 4 آخرين، أمس الأحد، وضبط كمية كبيرة من المخدرات القادمة من الأراضي السورية.
ونقلت وكالة أنباء “بترا” الأردنية عن مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، أنه “بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت، فجر اليوم الأحد، ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية”.
هل يتخذ النظام خطوات “إيجابية”؟
بموازاة ذلك، ذكرت وكالة أنباء النظام “سانا”، اليوم الاثنين، أن وحدات من قوات حرس الحدود صادرت 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، و120 ألف حبة “كبتاغون” في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية.
فيما أعلن تلفزيون النظام، أمس الأحد،عن ضبط شحنة أخرى مخدرات، كانت معدة للتهريب عبر الحدود السورية- الأردنية.
وذكر أن “الجهات المختصة تضبط كمية من مادة الحشيش المخدر والحبوب المخدرة على الحدود السورية – الأردنية، كانت معدة للتهريب عبر الحدود”.
ونشر التلفزيون صوراً للمضبوطات، دون ذكر تفاصيل إضافية عن العملية.
وهي من المرات النادرة التي يعلن فيها نظام الأسد عن ضبط شحنات مخدرات عند حدوده مع الأردن، في ظل السجال الحاصل بين البلدين حول المسؤول عن عمليات التهريب.
إذ يتهم مسؤولون أردنيون بشكل متكرر ميليشيات مدعومة من قبل إيران ونظام الأسد، بالوقوف وراء تلك العمليات، الأمر الذي ينكره النظام السوري.
وعقب تصاعد محاولات التهريب مؤخراً ووصولها إلى حد إدخال أسلحة وذخائر، شن الأردن غارات جوية في ريف السويداء ودرعا بالجنوب السوري.
وأصدرت خارجية النظام، الشهر الماضي، بياناً اعتبرت فيه أن العمليات العسكرية الأردنية “لا مبرر لها”.
ويأتي إعلان النظام عن ضبط شحنة مخدرات عقب الاجتماع الرباعي في عمّان، ما قد يكون رسالة منه إلى المجتمعين بأنه يتخذ الإجراءات اللازمة.
وبحسب وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، فإن المجتمعين اتفقوا “على وجود مشكلة كبيرة وهي مشكلة المخدرات، وأن جميع المجتمعات تعاني من هذه المشكلة”، مبيناً أن “الدول تعمل على المستوى الوطني للتعامل مع هذه الظاهرة”.
وحضر الاجتماع إلى جانب الفراية نظيره العراقي عبد الأمير الشمري واللبناني بسام مولوي ووزير خارجية نظام الأسد، محمد الرحمون.
ومشاركة الرحمون وهي الأولى من نوعها لمسؤول في نظام الأسد بعد التوترات الأخيرة التي حصلت بين الأخير والأردن، وعكستها بيانات وزارة الخارجية.
وخلال الشهرين الماضيين نشطت عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية، وتحولت من محاولات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود وبالقوة، وفق الجيش الأردني.