شهر على اتفاق إدلب: خروقات وأحداث أمنية..ترقب حذر
تعيش مناطق الشمال في سورية، وخاصة إدلب وريفها، ترقباً حذراً، بعد شهر من اتفاق إدلب، وما تخلله من أحداثٍ أمنية؛ من محاولات اغتيال وتفجير إلى جانب خروقات قوات الأسد المتكررة.
وفي الخامس من مارس/آذار الماضي، عقد الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، قمة في العاصمة موسكو للتوصل إلى اتفاق حول مدينة إدلب، بعد توتر وصلَ إلى حوافٍ خطرة، بين الطرفين، نتيجة مقتل جنود أتراك بقصف لقوات الأسد المدعومة من روسيا.
لكن أردوغان وبوتين، توصلا إلى اتفاق نص على تثبيت خطوط التماس ووقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).
ولم تسر الدوريات المشتركة حتى الآن، بشكل كامل، نتيجة اعتصام مواطنين على الطريق رفضاً لمرور الدوريات الروسية، وسط مخاوف من صعوبة تطبيق هذا البند على جانبي الاتفاق.
وحتى الآن لم تُعرف النتائج المترتبة على عدم مرور الدوريات، في حين منحت روسيا وقتاً إضافياً إلى تركيا، من أجل اتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من أسمتهم “التنظيمات الإرهابية”، و”ضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4”.
ويتخوف الأهالي في المنطقة من عودة المعارك والاشتباكات إلى المنطقة، خاصة في ظل استمرار خروقات قوات الأسد المتكررة، وآخرها كان اليوم الأحد، إذ استهدفت بقذائف المدفعية محيط بلدتي البارة والفطيرة بريف إدلب الجنوبي.
أما تركيا فاستمرت بإرسال الأرتال العسكرية إلى داخل المحافظة، وإقامة نقاط عسكرية، إذ أنشأت اليوم نقطة مراقبة جديدة في قرية فريكة، ونقطتين بين قريتي الزعينية وبكسريا قرب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، بحسب ما قالت “شبكة المحرر” التابعة لـ”فيلق الشام”.
وقال الباحث في “مركز عمران للدراسات”، ساشا العلو، في ورقة بحثية ناقش فيها الآثار العسكرية والسياسية لـ”فيروس كورونا”، إن “فرضية تجميد الجبهات وتقويض العمليات العسكرية التقليدية نتيجة انتشار الفايروس منطقية حتى الآن، على الأقل في الفترة الحالية”.
وأضاف العلو أن “موسكو والنظام يحاولان تجنب أي قصف جوي تقليدي (في إدلب)، يُخرجُ المزيد من النقاط الطبية والمستوصفات والمشافي عن الخدمة أو يستهدف البنى التحتية الرئيسية، وذلك لا يبدو خوفاً على المدنيين أو حرصاً على القطاع الطبي في تلك المناطق، وإنما تجنباً لحرج حقيقي أمام المجتمع الدولي في ظل جائحة تهدد الإنسانية”.
أحداث أمنية وتفجيرات
وشهدت إدلب وريفها خلال الشهر الماضي عدة خروقات أمنية، من تفجيرات ومحاولات اغتيال لمقاتلين، كان آخرها اليوم الأحد.
وشهدت قرية الكستن شرق جسر الشغور انفجارين متتاليين، أدت إلى إصابة ثمانية أشخاص بينهما ثلاثة عناصر من الدفاع المدني.
وإلى جانب ذلك اغتال مجهولون، في 18 مارس/ آذار الماضي، القيادي العسكري في حركة أحرار الشام، علاء العمر أبو أحمد في جسر الشغور بريف إدلب.
وتزامن ذلك مع محاولة اغتيال المقاتل في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير، والمتخصص بإطلاق صواريخ “التاو” سهل الحمود، وسط مدينة إدلب، ووجهت الاتهامات حينها إلى “هيئة تحرير الشام”.
ورغم الهدوء النسبي الذي تعيشه إدلب منذ شهر، إلا أن النازحين يتخوفون من العودة إلى القرى والبلدات القريبة من جبهات القتال خوفًا من عودة المعارك.
وبحسب بيان صادر عن فريق “منسقو الاستجابة”، الأسبوع الماضي، فإن 34 ألف و766 شخصاً فقط عادوا إلى قراهم، من إجمالي النازحين البالغ مليون و41 ألفاً و233 شخصاً، أي ما يعادل نسبة 3.3% فقط.
وتصاعدت الدعوات، خلال الأيام الماضية، التي تنادي بضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب، وكارثية عودة المعارك في ظل انتشار فيروس “كورونا” في العالم.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، خلال إحاطته في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، أن وقف إطلاق النار في سورية “ليس مطلوباً اليوم، بل مطلوب الآن”.