صحيفة إسرائيلية: نظام الأسد يعيد بناء ترسانته الكيميائية بمساعدة إيران
كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت”، أن نظام الأسد، يعيد بناء ترسانة أسلحته الكيميائية، في مواقع عسكرية قريبة من حمص وسط سورية، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني.
وذكرت الصحيفة إن ضربات سلاح الجو الإسرائيلي، التي استهدفت مواقع عسكرية وسط سورية، الأسبوع الماضي، “لم تكن كما الضربات الاعتيادية” التي تشنها إسرائيل لاستهداف الوجود الإيراني وشحنات الأسلحة، إنما كانت لها “أهمية بالغة فقد استهدفت موقعاً لتصنيع الأسلحة الكيميائية”.
وكانت وكالة أنباء النظام “سانا“، قد نقلت عن مصدر عسكري، يوم الأربعاء الماضي، 5 مارس/أذار 2019، إن “الدفاعات الجوية تصدت بعد منتصف الليل لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على المنطقة الوسطى ومنعت الصواريخ المعادية من الوصول إلى أهدافها”.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت”، أن موقعاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية تم تدميره خلال الضربات الإسرائيلية، بناء على “معلومات استخباراتية دقيقة”.
وأكد محلل الشؤون العسكرية والأمنية لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في “الجبهة الشمالية”، يستهدف أهدافاً عدة لتقويض الوجود الإيراني في سورية.
وقال بن يشاي، في مقاله الأسبوعي، إن من أهم القنوات التي تعزز إيران من خلالها وجودها في سورية، هو تصنيع أسلحة كيميائية لتعويض ترسانة نظام الأسد الكيميائية، بعد تدميرها في 2013.
وأضاف المحلل الإسرائيلي، من الواضح أن التصنيع الحربي لنظام الأسد يقتصر، في الوقت الراهن، على إنتاج أسلحة كيميائية خفيفة، وخاصة الكلور “للاستهلاك المحلي” في معارك إدلب.
وتابع بن يشاي، على الرغم من ذلك، فإن تدمير الطائرات الإسرائيلية للموقع، بمثابة رسالة تريد إسرائيل إيصالها، ومفادها: “نحن نراقب ونعرف ولا يمكنكم (الأسد وإيران) تحديث تصنيع أسلحة كيميائية أكثر خطورة وبكميات كبيرة”.
وكان نظام الأسد قد خسر معظم سلاحه الكيماوي في 2013، بعد إلزامه بتدمير الترسانة كاملة عقب التهديدات الأمريكية، بعهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، على خلفية الهجوم الكيماوي الذي شنته قواته على الغوطة الشرقية، في آغسطس/آب من تلك السنة.
وتكثف إسرائيل من ضرباتها الجوية داخل الأراضي السورية، التي لم تنقطع رغم تعقد خارطة الصراع بين القوى الدولية والإقليمية في الأراضي والأجواء السورية، لمنع التموضع الإيراني في سورية.
ومنذ بداية عام 2020 شنت إسرائيل خمس ضربات، ثلاث منها في فبراير/شباط الفائت، وآخرها الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن الضربة الأخيرة، التي تقول إسرائيل أنها تستهدف موقعاً لتصنيع الأسلحة الكيميائية قرب حمص، نفذتها في وقت تخوض فيه الحكومة الإسرائيلية انتخابات مصيرية.
كما وجهت الولايات المتحدة، بإدارة ترامب، ضربتان عسكريتان لقوات الأسد على خلفية استخدام النظام للأسلحة الكيميائية.
ففي 7 أبريل/نيسان 2017، استهدفت القوات الأمريكية مطار “الشعيرات” العسكري في حمص، بـ 59 صاروخاً من طراز “توماهوك”، بعد ثلاثة أيام من استهداف النظام بلدة “خان شيخون” بالأسلحة الكيميائية.
وفي 14 أبريل/نيسان 2018، نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، هجمات جوية استهدفت ثلاث مناطق لها علاقة بإنتاج الأسلحة الكيماوية. وذلك بعد أسبوع من هجوم كيماوي للنظام على بلدة دوما، لمنعه استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الكيميائية في حربه ضد المدنيين خلال المعارك الأخيرة في إدلب.
وقال بومبيو، في مؤتمر صحفي، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، “اليوم أعلن أن الولايات المتحدة خلصت إلى أن نظام الأسد استخدم غاز الكلور كسلاح كيماوي في 19 أيار/مايو 2019”.