ذكرت صحيفة “الجريدة” الكويتية أن إيران وجهت اتهامات لنظام الأسد بالضلوع في عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل ضد قادتها في سورية.
ونقلت الصحيفة، اليوم الخميس، عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بأن “الأجهزة الأمنية الإيرانية رفعت تقريراً للمجلس بشأن احتمال ضلوع السلطات السورية في اغتيالات كبار القادة في سورية”.
وقال المصدر إنه بعد اغتيال القيادي رضا موسوي، أواخر العام الماضي بقصف إسرائيلي في السيدة زينب جنوب دمشق، قررت طهران ودمشق فتح تحقيق مشترك.
وكان التحقيق “على مستوى أجهزة الاستخبارات حول احتمال وجود اختراقات أمنية أدت إلى نجاح إسرائيل في اصطياد موسوي”.
وحسب المصدر فإن الاستخبارات التابعة لنظام الأسد عرقلت التحقيق، ما دفع طهران إلى فتح تحقيق مستقل مع “حزب الله” اللبناني.
وأظهرت نتائج التحقيق أن “الخروقات والتسريبات الأمنية التي أدت إلى اغتيال قادة الحرس في سورية وكذلك بعض كوادر حزب الله في سورية ولبنان، تحظى بغطاء سياسي وأمني على مستوى عالٍ”.
وأشار المصدر إلى أنه “من المستبعد جداً ألا يكون الرئيس السوري بشار الأسد نفسه على علم بهذا الأمر”.
أما الاحتمال الثاني، هو أن “يكون الخرق على مستوى القيادة الروسية في سورية والمجموعات الأمنية والعسكرية السورية المتعاونة معها، وفي هذه الحالة أيضاً فإنه من المرجح أن تكون بعلم الأسد”.
واغتالت إسرائيل عدد من القادة الكبار في الحرس الثوري الإيراني في سورية، خلال الأشهر الماضية.
وكان آخرهم اغتيال العميد محمد رضا زاهدي قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني في سورية ولبنان، جراء قصف السفارة الإيراني بدمشق، الاثنين الماضي.
وكان عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، اتهم، عقب اغتيال رضا موسوي، جهات سورية بالتخابر مع إسرائيل، قائلاً “لا بد من القبض على العملاء الجواسيس في دمشق”.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية، مطلع فبراير/ شباط الماضي، قولها إن “الحرس الثوري” أثار مخاوفه مع النظام السوري، من أن تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات الإسرائيلية القاتلة الأخيرة.
وكان الباحث في مركز عمران للدراسات، نوار شعبان، قال في تصريح سابق لـ”السورية.نت” إن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية قوية بما يكفي لتجميع معلومات حاسمة دون الحاجة المباشرة إلى التعاون مع نظام الأسد.
ويوضح شعبان أن هناك عناصر داخل النظام، قد تسعى للتقرب من إسرائيل أو حماية مصالحها الخاصة من خلال تسريب المعلومات.
وأشار إلى أن الخروقات الأمنية التي قد تحدث لا تنبع بالضرورة من تقصير في الأجهزة الأمنية للنظام، بل قد تكون نتيجة تصرفات فردية من أشخاص ضمن النظام أو المتعاونين معه، مما يصعب على النظام ضبطها أو السيطرة عليها بشكل كامل.