كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن إيران سحبت كبار قادة “الحرس الثوري” من سورية، قبل أيام من الضربات الأمريكية على سورية والعراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني ومطلعين على الأمر، اليوم الأربعاء، أن إيران اتخذت قرار سحب القادة الإيرانيين، بعد توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرد على مقتل 3 جنود أمريكيين في الأردن.
وقال المسؤول إن “ضباط الحرس الثوري غادروا سورية بحلول الوقت الذي شنت فيه واشنطن ضربات جوية” في سورية والعراق، بعد خمسة أيام من مقتل الجنود.
وأضاف أن سحب الضباط “كان علامة على عدم رغبة طهران في الانجرار إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن قرار سحب القادة يعكس “تغييراً في التكتيكات”، حيث قُتل تسعة ضباط من الحرس الثوري بالفعل في غارات إسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد المسؤول الإيراني أن طهران “حريصة” على تهدئة التوترات، بينما تستعد لإجراء انتخابات برلمانية مهمة في الأول من مارس/ آذار المقبل.
وحسبما قال محلل إيراني، وصفته الصحيفة بأنه “تابع للنظام الإسلامي”، فقد “تم سحب الحراس لمنع التصعيد مع الولايات المتحدة”.
وأضاف: “كانت إيران قلقة بشأن الضرورة المحتملة للانتقام إذا قُتل المزيد من القادة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نقلت عبر قنوات غير مباشرة، بأنها “لا تسعى إلى صراع مع إيران”.
وأكد المحلل الإيراني أنه “بمجرد أن يكون هناك هدوء نسبي، ستعود هذه القوات إلى سورية”.
كما نقلت الصحيفة عن شخص مقرب من “حزب الله” اللبناني، أن الحزب سحب أيضاً بعض كبار قادته من العراق، كما أصبح حذراً بشأن تحركات مقاتليه جنوب لبنان.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن 5 مصادر مطلعة، الأسبوع الماضي، قولها إن “الحرس الثوري” قلّص نشر كبار ضباطه في سورية بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية.
وأوضحت أنه “سيعتمد أكثر على فصائل شيعية للحفاظ على نفوذه هناك”.
بين التهديد والتأخير..استراتيجية “طرق الأسقف” الأمريكية بالرد على طهران
وبينما أضافت الوكالة أن إيران “ليست لديها نية للانسحاب من سورية”، فإن إعادة التفكير تسلط الضوء على كيفية تكشف العواقب الإقليمية للحرب التي أشعلها هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وعلى مدى الأيام الماضية “غادر كبار القادة الإيرانيين سورية مع عشرات الضباط متوسطي الرتب”، حسبما قال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني إقليمي كبير، لوكالة “رويترز” واصفاً ذلك بـ”تقليص الوجود”.
وأشارت 3 مصادر أخرى إلى أن “الحرس الثوري” أعرب عن مخاوفه للنظام السوري، من أن “تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات القاتلة الأخيرة”.
وجاء الانسحاب الإيراني قبل أيام من إعلان الجيش الأمريكي، في 3 من الشهر الحالي، قصف 85 هدفاً لـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني في سورية والعراق، ضمن مرحلة الرد الأولية على هجوم “البرج 22” في الأردن.