صحيفة: الوعود الخليجية للأسد “حبر على ورق” والنظام “مستاء”
تدل المؤشرات على أن الانفتاح العربي الأخير على نظام الأسد لم يأت بنتائج إيجابية حتى اليوم، رغم الوعود التي حصل عليها النظام، خاصة من السعودية والإمارات.
ويبدو أن العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على النظام عرقلت وعود الدول العربية بالاستثمار ودعم الاقتصاد السوري، وإطلاق عملية إعادة إعمار سورية.
“خيبة أمل” للنظام
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، اليوم الأربعاء، قالت فيه إن “عام الانفتاح العربي هو نفسه العام الأكثر صعوبة على المستوى الاقتصادي في سورية”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سورية مطّلعة، قولها إن “كل الوعود الإماراتية والسعودية بمساعدة سورية، وتفعيل الاستثمار فيها على عدة مستويات، بقيت كلمات على الألسن، وحبراً على الورق، ولم يترجم أي منها على أرض الواقع”.
وأضافت المصادر أن “القيادة السورية لا تخفي استياءها من عدم انعكاس الانفتاح العربي عليها، إيجاباً على أوضاع الشعب السوري المعيشية والإنسانية”.
وبحسب الصحيفة فإن العقوبات “أحطبت أي نوايا كانت لدى الدول العربية لتقديم مساعدات حقيقية لدمشق”.
مضيفةً أن الولايات المتحدة لن تعفي دولاً عربية، كالإمارات والسعودية، من مسؤولية الإخلال بوعودها للنظام السوري.
من جانبها، قالت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة “الأخبار”، إن المسؤولين الإماراتيين وعدوا نظرائهم السوريين بضخ الأموال والاستثمار في البلاد، بعد عودة النظام للجامعة العربية.
وأشارت إلى أن الدول العربية “قللت” من قدرة العقوبات الأمريكية على عرقلة تلك الوعود.
لكن مع مرور الوقت “تبيّن أن العقوبات الأميركية، والتحذيرات التي وجهها الأميركيون إلى المسؤولين الإماراتيين والسعوديين وغيرهم، تمكّنت بالفعل من إحباط أي محاولات استثمارية جديدة في سورية”.
البحث عن بدائل “غير تقليدية”
بحسب “الأخبار” فإن التشدد الأمريكي بمنع الانفتاح على النظام وربطه بتنازلات “جدّية” من الأسد، دفع الأخير إلى التوجه نحو خيارات “محدودة” و”غير تقليدية”، باستثناء روسيا وإيران.
وقالت: “بدا ضرورياً إشراك طرف جديد في شبكة دعم سورية، ليس هو إلا العراق، الصديق لسورية وإيران، والجار لهما، والذي تربطه بهما حكماً مصالح سياسية وأمنية واقتصادية”.
إذ أجرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، زيارة إلى دمشق، الأسبوع الماضي، هي الأولى من نوعها منذ عام 2011.
وتحدث السوداني خلال لقائه الأسد عن “مستوى جديد” من العلاقات بين العراق وسورية، خاصة بعد عودة النظام للساحة العربية، والتطبيع الخليجي معه.
وقالت الصحيفة اللبنانية في تقريرها إن العراق يملك نوعاً من “الاستثناءات” الأمريكية من العقوبات المفروضة على إيران.
وبالتالي تأمل بغداد أن ينسحب ذلك على تعاملها مع سورية.
لكن “حتى لو تعذّر هذا الاستثناء، فإنه لن يشكّل مانعاً كاملاً كما هو الحال بالنسبة إلى دول عربية أخرى، بالنظر إلى اعتياد الشركات ورجال الأعمال العراقيين على العقوبات، وامتلاكهم أدوات كثيرة للالتفاف عليها”.
“نتائج عكسية”
وكانت مجلة “فورين بوليسي” نشرت مقالاً تحليلاً، الاثنين الماضي، وثّقت فيه “نتائجاً عكسية” شهدتها سورية رغم مرور 3 أشهر من التطبيع العربي مع نظام الأسد.
وقالت إن الاقتصاد السوري انهار بشكل سريع، حيث فقدت الليرة السورية 77% من قيمتها.
وعندما زار وزير الخارجية السعودي دمشق في نيسان (أبريل) الماضي، كانت قيمة الليرة السورية تساوي 7500 دولار إلى دولار واحد، أما اليوم، فقد بلغ هذا الرقم 13300.
وبعد أن تم الترحيب بالعودة إلى الحظيرة الإقليمية، مع الاستفادة في نفس الوقت من إعفاءات العقوبات الأمريكية والأوروبية في أعقاب زلزال فبراير، لا ينبغي أن يبدو اقتصاد الأسد على هذا النحو.
وجاء في المقال: “يكمن الخطأ هنا في النظام نفسه، الذي ثبت أنه فاسد بشكل منهجي، وغير كفء، ومدفوعاً بالجشع بدلاً من الصالح العام”.
وأضاف: “لقد أدى سوء الإدارة المالية وإعطاء الأولوية لتجارة المخدرات غير المشروعة إلى قتل الاقتصاد السوري، وربما إلى الأبد”.