صحيفة تكشف عن تشكيل غرفة عمليات كبرى بدمشق.. ما هدفها؟
كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن تشكيل “غرفة عمليات كبرى” في دمشق، بين النظام السوري ولبنان وإيران، لبحث استهداف القواعد الأمريكية والتنسيق بشأن حرب إسرائيل على غزة.
ونقلت الصحيفة، اليوم الأربعاء، عن مصدر في “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قوله إنه تم تشكيل غرفة عمليات كبرى في دمشق للتنسيق بين الأطراف الثلاثة.
وأضاف أن “طهران باتت متأكدة من أن أقماراً صناعية أميركية ومسيرات أميركية تشارك في عمليات رصد واستهداف حزب الله في جنوب لبنان، والفصائل الموالية لطهران في جنوب سورية”.
قاآني في زيارات متكررة
وبحسب ما نقلت الصحيفة، فإن قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني يتنقل مؤخراً بين سورية ولبنان “للإشراف على مسار المعارك مع إسرائيل”.
وقال مصدر في الفيلق للصحيفة إن قاآني اقترح زيادة الهجمات على المواقع الأمريكية في سورية والعراق، و”ضرورة إيقاع ضحايا في صفوف الجنود الأميركيين لردع واشنطن عن الانخراط أكثر في المعارك”.
وأضاف أن قادة “فيلق القدس” يؤيدون ضرورة الضغط على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، من أجل “رفع التكلفة على واشنطن على جبهات عدة والوصول إلى تسوية تشمل غزة وسورية ولبنان”.
ومع ذلك، يوجد تباين في المواقف داخل طهران بين الدخول في حرب كبرى، وبين تجنب توسيع دائرة الحرب، وفق الصحيفة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب السوري أو الإيراني أو اللبناني، حول تشكيل غرفة عمليات مشتركة، للتنسيق حول التصعيد ضد إسرائيل.
لكن قائد “فيلق القدس”، إسماعيل قاآني، اعتاد أن يكسر الحدود و”البروتوكولات” المتعلقة بسورية، وما بين شهر وآخر تُنشر له صور وفيديوهات من داخل “مناطق العمليات”، في إطار زياراتٍ “غير معلنة” لا تكشف عنها وسائل الإعلام إلا بعد حصولها.
“مناوشات” الأطراف الثلاثة
ومنذ هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، انجذبت القوات الأمريكية بشكل متزايد إلى اشتباكات ساخنة مع قوات مسلحة ومدربة ومستشارة من قبل القادة في طهران.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، شنت الميليشيات المدعومة من إيران 19 هجوماً بطائرات مسيرة باليستية على قواعد أمريكية في العراق وسورية، مما أدى إلى إصابة حوالي 21 جندياً أمريكياً.
ويعتقد أن هذا التصعيد ضد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط مرتبط بالحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، بدعم أمريكي وغربي.
إذ ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن دعم الولايات المتحدة القوي لإسرائيل، أثار غضباً واسع النطاق ضد واشنطن في المنطقة، في ظل ما يواجهه المدنيون في غزة من أزمات إنسانية وغارات جوية.
أما في سورية، اتخذت الضربات الإسرائيلية مساراً تصاعدياً، بعد الحرب التي بدأتها في قطاع غزة، رداً على هجوم حركة “حماس” في السابع من أكتوبر الحالي.
إذ قصف الجيش الإسرائيلي موقعين عسكريين في جنوب سورية، أول أمس الاثنين، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، وجاءت “رداً على إطلاق صواريخ”.
وكذلك تشهد الجبهة اللبنانية مع إسرائيل مناوشات مماثلة، وسط إعلان “حزب الله” عن وقوع قتلى في صفوفه جراء التصعيد.
لكن يرى محللون أن التصعيد الحاصل على جبهات سورية ولبنان مع إسرائيل يبقى في إطار المناوشات، مع تجنب التورط بحرب كبيرة.