تحدثت صحيفة “يني شفق” المقربة من الحكومة التركية عن “لجان استخباراتية-عسكرية” شكلتها أنقرة والنظام السوري، من أجل “قطع أشواط” في العلاقة التي بدأت بأول اجتماع وزاري في العاصمة الروسية موسكو.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إن هذه اللجان “تلعب دورها، مع تسارع دبلوماسية التطبيع مع سورية”، حسب تعبيرها.
ومن المقرر أن يجتمع مسؤولو المخابرات والجيش و”يحاولون قطع شوط طويل في حل المشاكل بين البلدين”، فيما لم يحدد تاريخ اجتماع اللجان في الأيام المقبلة.
ومع ذلك تتجه الأنظار إلى الاجتماع الوزاري على مستوى الخارجيات، والذي كشف عنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قبل أيام، معلناً أنه سيكون في النصف الثاني من شهر يناير/كانون الثاني الجاري.
وأضافت الصحيفة: “في ماراثون التطبيع، حيث بدأت المعايير في الارتفاع على المستوى السياسي، ستلعب اللجان دوراً أيضاً”.
وتابعت: “وبينما اتفق البلدان على اجتماع اللجان الفنية، لم يتم بعد توضيح موعد اللقاء في المرحلة المقبلة”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد طلب من نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، اتخاذ خطوات ملموسة في طرد “وحدات حماية الشعب” من الحدود وخاصة تل رفعت ومنبج.
وحسب بيان للرئاسة التركية، شدد أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع بوتين “على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتطهير تل رفعت ومنبج، من تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي”.
كما أكد أردوغان خلال الاتصال على ضرورة اتخاذ نظام الأسد خطوات ملموسة في العملية السياسية.
وقال إنه “يجب على النظام (السوري) أن يكون بنّاء وأن يتخذ بعض الخطوات في العملية السياسية، من أجل تحقيق نتائج ملموسة في سورية”.
ورغم الملفات الشائكة بين تركيا ونظام الأسد السياسية والعسكرية، إلا أن الاجتماع الثلاثي الذي حصل في موسكو، الأربعاء الماضي، وضم وزراء دفاع (روسيا، تركيا، نظام الأسد)، خلق انطباعاً لدى الكثيرين بأن هذه العوائق يمكن حلها، خاصة وأن لدى الطرفين مصالح متقاطعة وهي محاربة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام رسمية، وبناء على تصريحات المسؤولين الأتراك التي أعقبت اللقاء، فقد تضمن عدة نقاط هي “عودة اللاجئين السوريين”، و”القوات التركية في الشمال السوري”، و”مكافحة الإرهاب”.
وأعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قبل يومين أنه تم التوصل إلى جميع الاتفاقات اللازمة خلال “لقاء موسكو”، متحدثاً عن الاتفاق على إنشاء مركز مشترك وتطوير تسيير الدوريات المشتركة في الشمال السوري، بالإضافة إلى استمرار اجتماع الخبراء مرة أخرى.
وأضاف: “الاجتماع سيستمر.. ويمكننا تطوير الدوريات المشتركة مع روسيا في شمال سورية، وستستمر هذه العملية في شكل اجتماع للخبراء مرة أخرى”.