استعرضت صحيفة مقربة من النظام السوري ما قالت إنه مخرجات اللقاء الذي حصل في موسكو مع تركيا، في وقت لم ينشر الأخير أية تفاصيل رسمية على عكس ما اتبعته أنقرة.
ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصدر وصفته بـ”المتابع” قوله، اليوم السبت، إن “أجواء اللقاء الثلاثي الذي عقد في موسكو وبرعاية روسية كان ثمرة عدة اجتماعات عقدت من قبل بين أجهزة الاستخبارات في تركيا وسورية”.
واعتبر المصدر أن “هذا اللقاء ما كان ليتم من دون أن يكون هناك عدة نقاط تم الاتفاق عليها بين الجانبين وبما يلبي مصلحة دمشق وشروطها، ومن أهمها انسحاب القوات التركية من كل الأراضي السورية”.
وتخالف المخرجات التي استعرضتها الصحيفة بجزء ما قاله المسؤولون الأتراك، خلال اليومين الماضيين.
وكان اللقاء قد جمع وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار ونظيره في نظام الأسد علي محمود عباس، بالإضافة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورؤساء استخبارات الأطراف الثلاثة.
وقال آكار في تصريح للصحفيين، الجمعة، إنهم بحثوا في اللقاء الأول منذ 11 عاماً هدف رئيسي هو “مكافحة الإرهاب”، بالإضافة إلى ملف اللاجئين.
لكن المصدر الذي نقلت عنه “الوطن” قال إن “اللقاء خلص إلى موافقة تركيا على الانسحاب الكامل من الأراضي السورية التي تحتلها في الشمال”.
كما خلص إلى “تأكيد أنقرة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية، كما تم البحث في تنفيذ الاتفاق الذي تم عام 2020 بخصوص افتتاح طريق الـ M4”.
وتابعت الصحيفة: “الأطراف المجتمعة أكدت أيضاً على أن ميليشيات الـ PKK هي ميليشيات عميلة لأميركا وإسرائيل، وتشكل الخطر الأكبر على سورية وتركيا”.
وستتم متابعة ما اتفق عليه في الاجتماع من خلال لجان مختصة تم تشكيلها من أجل ضمان حسن التنفيذ والمتابعة، وأن اجتماعات لاحقة ستعقد بين الطرفين من أجل مزيد من التنسيق.
ما هو اتفاق 2020؟
وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قد اتفقا، في مارس/آذار 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين.
وقرر الطرفان تسيير دوريات على طريق (m4) مع إنشاء “ممر آمن” بمسافة ستة كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
واقتطعت الـ12 كيلومتراً على طرفي الطريق، وفق الاتفاق، مساحات كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة، على طول الطريق بين قريتي ترنبة غرب سراقب (ريف إدلب الشرقي)، وعين الحور بريف إدلب الغربي، وهما بداية ونهاية مناطق تسيير الدوريات التركية- الروسية، وهو “الممر الآمن”.
وكانت أنقرة وموسكو قد سيرتا عدة دوريات في المنطقة المحددة بـ”الممر الآمن”، ليتوقفا فيما بعد قبل أكثر من عام، بسبب عدة نقاط خلافية، وخاصةً البند المتعلق بفتح طريق “m4″، وإبعاد الفصائل المتهمة بـ “الإرهاب” من جانبيه، على رأسها “هيئة تحرير الشام”.
وبينما اتهمت موسكو أنقرة بعدم تنفيذ التزاماتها الخاصة باتفاق سوتشي، تحركت الأخيرة في منحى آخر، لتُقدم في شهر نوفمبر 2020 على سحب نقاط المراقبة الواقعة في مناطق سيطرة نظام الأسد، والتي كانت قد نشرتها في عام 2017 بموجب تفاهمات “أستانة”.