تحدثت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، عن مساعٍ لإحداث “اختراق” في المباحثات بين تركيا والنظام، عبر إعادة فتح الطريق الدولي “M4″، أو ما يُعرف بطريق حلب- اللاذقية، قبل الانتخابات الرئاسية في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على أجواء المباحثات، أن مناخ التقارب بين تركيا والنظام “ملائم لتطوير بوادر الثقة”، وفي مقدمتها “إعادة الحياة لأهم شريان حيوي اقتصادي وسيادي يربط شمال وشرق سورية بغربها”.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، أن موسكو تضغط لإحداث “اختراق” في ملف المصالحة بين تركيا والنظام، خاصة فيما يتعلق بفتح الطريق المذكور.
وأشارت إلى أن فتح الطريق “ممكن” عبر تشميله باتفاقات “خفض التصعيد” بين روسيا وتركيا، خاصة اتفاق موسكو عام 2020.
وبحسب الصحيفة، فإن اللجان السورية- التركية (العسكرية والاستخباراتية)، ناقشت مسألة فتح “M4″، مشيرةً إلى أن تركيا “مهتمة” بفتحه في إطار تسريع عملية التطبيع قبل الانتخابات الرئاسية التركية، التي يرجح إجرائها منتصف مايو/أيار القادم.
وأضافت أن فتح الطريق “يستوجب انسحاب الإرهابيين من ضفتي الطريق بعمق 6 كيلو مترات، وفق اتفاق موسكو وقبله اتفاق سوتشي الروسي التركي في حزيران 2017، الذي نص على طرد الإرهابيين من منطقة خفض التصعيد في إدلب برمتها”.
حسابات تركية – روسية
وكان الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، قد اتفقا في مارس/أذار 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين.
وقرر الطرفان تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) مع إنشاء “ممر آمن” بمسافة ستة كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
الـ12 كيلومتراً على طرفي الطريق، اقتطعت، وفق الاتفاق، مساحات كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة السورية، على طول الطريق بين قريتي ترنبة غرب سراقب (ريف إدلب الشرقي)، وعين الحور بريف إدلب الغربي، وهما بداية ونهاية مناطق تسيير الدوريات التركية- الروسية، وهو “الممر الآمن”.
وطُرح الحديث مجدداً عن “M4” عقب المباحثات التي انعقدت بين تركيا والنظام، والمتمثلة بلقاء وزيري الدفاع في موسكو، الشهر الماضي.
ويرى محللون أن فتح الطريق في المرحلة الراهنة هو مسألة “معقدة”، ويحتاج لحسابات وترتيبات أمنية تتعلق بالفصائل والقوى العسكرية المتواجدة على جانبيه.