كشف تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، عن الدور الذي تلعبه أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في سورية، من خلال تحكمها بمفاصل الاقتصاد عبر “مكتب سري” تترأسه إلى جانب عدد من الأشخاص.
ونشرت الصحيفة تقريراً مطولاً عن حياة أسماء الأسد وتأثيرها في سورية ودورها في إدارة البلاد اقتصادياً، بينما تنقل عن أحد رجال الأعمال السوريين قوله: “كل سورية الآن هي لأسماء”.
ونقلت الصحيفة عن 18 شخصاً على اطلاع بالنظام، بينهم رؤساء شركات وعمال إغاثة ومسؤولون حكوميون سابقون بأن “أسماء تتحكم في بعض العوامل الرئيسية في الاقتصاد السوري المنهك”.
كما يظهر نفوذها في العديد من القطاعات الاقتصادية، أهمها الاتصالات والبنوك، عبر شركات وهمية تابعة للنظام.
وتقول الصحيفة، حسب ما ترجمت “السورية. نت” إن أسماء تترأس “المجلس الاقتصادي السري” إلى جانب عدد من رجال الأعمال والأشخاص المقربين من النظام، وعددهم ستة أشخاص.
ويتألف المجلس من فارس كلاس، وهو مساعد كبير لأسماء الأسد وأحد المقربين منها، حسب الصحيفة، كما هو الأمين العام لـ”الأمانة السورية للتنمية” التي تعتبر واجهة أسماء الإنسانية.
كما يتألف من لينا كناية، والتي كانت سابقاً مديرة مكتب أسماء، وتشغل الآن مستشارة أولى لمنصور عزام، وهو وزير شؤون الرئاسة، كما أنها تعمل كواحدة من مسؤولي الاتصال بالقطاع الخاص في القصر.
الشخصية الثالثة هي دانا بشكور مديرة مكتب أسماء الأسد، وهي الوجه الجديد وظهرت مع أسماء خلال زيارتها إلى الإمارات العربية المتحدة، الشهر الماضي.
وهي أيضاً عضوة مجلس الإدارة وشريكة مؤسسة في شركة “ألفا إنكوربوريتد” إلى جانب أخيها ينال وباتر بشكور.
الشخصية الرابعة هي لونا الشبل وهي أحد كبار مستشاري بشار الأسد وعضو بارز في الدائرة المقربة من الأسد.
الشبل من مواليد مدينة السويداء في 1975، وحصلت على ماجستير في الصحافة والإعلام من جامعة دمشق، وبدأت عملها في قناة الجزيرة في 2003.
وأشارت الصحيفة إلى أن خضر علي طاهر من الأسماء الستة، وهو مالك لشركة “EmmaTel” ، أكبر مشغل لبيع الهواتف بالتجزئة وتكنولوجيا المعلومات في سورية.
و”أبو علي خضر” تولد عام 1976 وينحدر من منطقة صافيتا الشرقية في محافظة طرطوس، ولم يكن سابقا معروفاَ ضمن رؤوس الأموال وتجار الأعمال.
أما الشخصية السادسة والأخيرة هي ياسر إبراهيم وهو اقتصادي مستشار للأسد، ومرتبط بالعشرات من الشركات، مشكلاً إمبراطورية مترامية الأطراف تمتد من الاتصالات السلكية واللاسلكية إلى شركات البناء والنفط، واستحوذ على العديد من الشركات التي اضطر أصحاب الأعمال السوريون لبيعها.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قالت في 2021 إن “والد إبراهيم عمل مستشاراً لحافظ الأسد، وأن عائلة إبراهيم تنتمي إلى الأقلية العلوية التي تنتمي إلى الأسرة الحاكمة (…) إنه علوي وهم موالون لبشار وليس لأسماء”.
وتنقل الصحيفة عن رجل أعمال سوري بأن “هذه الأسماء لم يسمع بها أحد من قبل، ومعظمها من البلطجية، وهم أشخاص ليسوا من عائلات معروفة”.
وتقول الصحيفة إن “المجلس السري” أشرف على الاستيلاء على أموال رامي مخلوف، ابن خال بشار، وأبرزها شركة “سيرتيل”.
كما أشرف على استدعاء العشرات من رجال الأعمال إلى فندق شيراتون في دمشق في 2019، وطُلب منهم إيداع دولارات أمريكية في البنك المركزي للمساعدة في استقرار الليرة السورية وإلا لن يتم الإفراج عنهم.