شهد مخيم الهول، شمال شرق سورية، تراجعاً بأعمال “العنف”، وانخفاضاً بمعدلات جرائم القتل، خلال عام 2023، وفق ما أعلن مسؤول عسكري أمريكي.
وقال ماثيو ماكفارلين، قائد قوة المهام المشتركة لعملية “العزم الصلب” في “التحالف الدولي”، إن المخيم، الذي يضم عائلات تنظيم “الدولة الإسلامية”، شهد “صفر جرائم” خلال العام الجاري، مقارنة مع الأعوام السابقة.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، أمس الأربعاء، قال ماكفارلين: “لقد شهدنا تقدماً ثابتاً عندما ساعدنا في التدريب على حراسة الهول، وشهدنا أيضاً انخفاضاً في عدد الهجمات العنيفة”.
مضيفاً: “لم تحدث أي جريمة قتل هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة، التي كانت عمليات القتل فيها تفوق العشرة”.
“لا يزال مصدر قلق”
ومع ذلك، اعتبر القائد العسكري الأمريكي أن مخيم الهول لا يزال مصدر قلق أمني في المنطقة.
وقال: “لا شك في أن مخيم الهول يشكل مصدر قلق أمني مع الوقت، لكن لو عاينا الظروف السائدة في هذا المخيم، لوجدنا أنه قد يساهم في دعم الأيديولوجية المتطرفة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل مع الدول الشريكة من أجل تقليص عدد القاطنين في المخيم.
لافتاً أن عددهم انخفض هذا العام من 53 ألفاً إلى 48 ألفاً، بعد استعادة عدد من الدول لمواطنيها، ولاسيما العراق.
وتابع: “نحن ندعم وزارة الخارجية في جهدها هذا، ونساعد في تسهيل إعادة النازحين من هذا المخيم إلى دولهم ومناطقهم الأصلية، ومساعدة قوات سوريا الديمقراطية على ضمان أمن المخيم”.
ويقع المخيم المذكور غرب بلدة الهول، بنحو 5 كيلومترات قرب مدينة الحسكة السورية.
ويقدّر عدد سكانه بنحو 48 ألفاً، معظمهم من النازحين ومن عائلات المقاتلين السابقين في تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأنشئ “الهول” خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، بإشراف الأمم المتحدة، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الفارين من الحرب.
إلا أنه استقبل آلاف العراقيين، خلال الأعوام الماضية، الهاربين من تنظيم “الدولة”، إلى جانب عوائل مقاتلي التنظيم.
ويقدر عدد الجمعيات والمنظمات العاملة في المخيم بنحو 50، بينها منظمات وجمعيات محلية ودولية.
وسبق أن اتهمت الأمم المتحدة “الإدارة الذاتية” باحتجاز السكان فيه، خاصةً عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم،.
وتصف المنظمات العاملة داخل المخيم الأوضاع الإنسانية داخله بـ”المروعة”.
إذ شهد المخيم، رغم الحراسة الأمنية المشددة من قبل قوى الأمن الداخلي المعروفة باسم “أساييش” التابعة لـ”قسد”، عمليات قتل مستمرة أو إحراق متعمد للخيم، خلال الأعوام السابقة.
وفي عام 2021، تم تسجيل مقتل 93 شخصاً معظمهم عراقيون.
ومعظم عمليات القتل كانت تجري بإطلاق نار مباشر من مسدسات مزودة بكواتم صوت.