“صمود وإصرار وتعاضد”..شعارات نظام الأسد لمواجهة التدهور الاقتصادي
استنفر نظام الأسد، خلال الأيام الماضية، عبر إعلامه ومسؤوليه لمواجهة التدهور الاقتصادي، لكن لم يكن عبر خطوات وإجراءات تحد من زيادة التدهور، وإنما عبر شعارات اعتاد على إطلاقها في كل مناسبة تتمثل بألفاظ “الصمود والإصرار والتعاضد” بين السوريين.
وفي كل أزمة تعصف بالنظام وحكومته، إن كانت سياسية أم اقتصادية، ينبري الإعلام والمسؤولين لربطها بنظيرة “المؤامرة” التي تهدف لإضعاف الدولة وإسقاطها، في وقت وصلت نسبة الفقر في سورية إلى أكثر من 80% بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وخلال الأيام الماضية، شهدت الليرة السورية تراجعاً في قيمتها بشكل غير مسبوق، إذ وصل سعر صرفها أمام الدولار إلى 3000 ليرة، قبيل أيام من بدء تطبيق قانون “قيصر”.
وترافق ذلك مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية والغذائيات، في حين أغلقت المحلات التجارية أبوابها وامتنعت عن عمليات البيع والشراء، لكون حكومة النظام حددت أسعار للبيع وهددت بفرض عقوبات على من يتجاوزها، وهي أسعار يقول بعض التجار وأصحاب المحال التجارية أنها دون سعر التكلفة، لذلك فضّل بعضهم الامتناع عن البيع.
وبالتزامن مع ذلك، كانت طالبت، بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية والسياسية لرئيس النظام، بشار الأسد، المواطنين بالـ”الصمود”، في مواجهة التدهور الاقتصادي الحاد، وهو ما أثار سخرية واسعة من حكومة النظام، التي لم تطرح أي خططٍ لمواجهة التدهو، واكتفت بإطلاق الشعارات.
واعتبرت شعبان، في تصريح لموقع “الوطن أونلاين”، أن “قانون قيصر يستهدف سورية، لكونها تشكل الركيزة الأساسية في محور المقاومة، وحلقة مهمة جداً في الشرق الأوسط وفي التوازن الإقليمي والدولي”.
وقالت إنه “يجب أن تكون العزيمة نفسها والصبر نفسه الذي مارسناه طيلة سنوات الحرب على سورية، وهذا ليس بالأمر السهل، ولكن لا خيار لنا سوى الصبر والصمود وهذا الصمود سيؤتي أكله قريباً”.
واتهم نظام الأسد الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف وراء التدهور الاقتصادي، مستنداً إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري جيمس جيفري، بأن الإجراءات الأمريكية أسهمت في انهيار العملة السورية.
وفي رده على جيفري، اعتبر النظام في بيان نشرته وكالة “سانا” أن “السياسة الأمريكية، التي تشكل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، سوف تفشل مجدداً أمام اصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية”.
وأضاف أن “الدفاع عن الاقتصاد الوطني سيشكل هزيمة جديدة للمحاولات اليائسة للإدارة الأمريكية في التدخل في الشأن السوري”.
ودعا وزير الأوقاف في حكومة الأسد، محمد عبد الستار السيد، إلى “تعزيز حالة التعاضد والتعاون بين أبناء الشعب السوري، لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية نتيجة الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سورية”.
وقال السيد، خلال لقائه الفعاليات الدينية في حمص اليوم الثلاثاء، إن “سورية بصمود شعبها وحكمة قيادتها، ستحقق الانتصار بالحرب الاقتصادية، كما انتصرت بالحرب العسكرية وستفشل كل المؤامرات التي تستهدف صمود الشعب السوري”.
أما مدير أوقاف حمص، عصام المصري، فقد طالب خطباء المساجد، أن يركزوا في خطب يوم الجمعة على الحالة المعيشية للمواطنين، وأن يطالبوا التجار بعدم رفع الأسعار والاحتكار والتحلي بالصبر.