تتضارب الأنباء حول طبيعة القصف الذي طال مدينة أصفهان الإيرانية، اليوم الجمعة، والذي يعتقد أنه جاء تنفيذاً للتهديدات الإسرائيلية بالرد على الهجوم الإيراني “غير المسبوق”، السبت الماضي.

وكانت ثلاثة انفجارات هزت سماء أصفهان وسط البلاد، التي تضم عدداً من المواقع والمنشآت النووية “الاستراتيجية” لإيران، بما فيها نطنز، التي تعتبر محور برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.

لكن وكالات الأنباء الإيرانية أكدت أن المنشآت النووية في محافظة أصفهان “آمنة تماماً”، وأن الموقع المستهدف هو قاعدة جوية عسكرية.

داخلي أم خارجي؟

الإعلان الرسمي الأولي لإيران أشار إلى أن القصف تم بمسيرات يعتقد أنها إسرائيلية، دون الإبلاغ عن مصدر انطلاق تلك المسيرات، سواء من داخل إيران أو من خارجها.

وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن أصوات الانفجارات التي سمعت ناجمة عن تصدي المضادات الأرضية الإيرانية لمسيرات إسرائيلية، دون تسجيل خسائر مادية أو بشرية.

لكن صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية قالت إن الهجوم على أصفهان “لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض جو”.

ونقلت عن مسؤولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية أن طائرات بعيدة المدى أطلقت صواريخ أصابت أصولاً للقوات الجوية الإيرانية واستهدفت مطاراً عسكرياً في أصفهان.

وأضافت المصادر أن القاعدة المستهدفة كانت قد خرجت منها المسيرات التي هاجمت إسرائيل، السبت الماضي.

من جانبه، نفى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تعرض البلاد لأي هجوم صاروخي خارجي.

وكذلك نفى مسؤول إيراني كبير لوكالة “رويترز” وجود هجوم خارجي على إيران.

وقال: “لم يتم التأكد من المصدر الأجنبي للحادث. ولم نتلق أي هجوم خارجي، والنقاش يميل أكثر نحو التسلل منه إلى الهجوم”.

مؤكداً عدم وجود خطط لبلاده للرد على إسرائيل بسبب هذه الحادثة.

لماذا أصفهان؟.. معلومات وتفاصيل حول الهجوم الأخير على إيران

من جانبها، قالت وكالة أنباء “إرنا” إنه لم يتم تفعيل أنظمة الدفاع الصاروخي خلال الهجوم الذي تعرضت له أصفهان، ما يعني أن الهجوم لم يكن بصواريخ بعيدة المدى، وفق تعبيرها.

وكذلك، نقلت قناة “برس تي في” الإيرانية عن مصدر مطلع قوله: “لم يقع أي هجوم من الخارج على مدن إيرانية بما فيها أصفهان”.

وبحسب مراصد محلية فإن هجوم أصفهان تم بمسيرات من نوع “كوادكوبتر”، وهي طائرات صغيرة الحجم تعتمد عليها إسرائيل مؤخراً لأعمال التجسس والاستطلاع، وتستخدم كذخائر موجهة، فضلاً عن استخدامها كحاملات قنابل صغيرة.

في حين قال الباحث الأمريكي، شارلز ليستر، عبر حسابه في “إكس”: “يبدو أن الضربات الإسرائيلية على إيران خلال الليل تضمنت على الأرجح استخدام صواريخ باليستية من طراز (بلو سبارو)”.

It looks like #Israel's strikes on #Iran overnight likely involved the use of "Blue Sparrow" air-launched ballistic target missiles.

What appears to be a Sparrow booster (which separates, as standard) was found near #Baghdad. pic.twitter.com/x27wrY8dGW

— Charles Lister (@Charles_Lister) April 19, 2024

وتتزامن تلك التكهنات مع صمت رسمي إسرائيلي، أرجعته تقارير عبرية لـ”أسباب استراتيجية”.

وتتوالى ردود الفعل حول القصف الذي استهدف مدينة أصفهان الإيرانية، اليوم الجمعة، والذي تم اعتباره “رداً محدوداً” من قبل إسرائيل، على الهجوم الإيراني الذي استهدفها قبل أسبوع.