تتواصل ردود الفعل المتعلقة بالضربة الجوية التي نفذتها روسيا على قاعدة التنف جنوبي سورية، قبل يومين، وفي وقت لم يصدر فيه تعليق رسمي من جانب موسكو، أبدى مسؤولون أمريكيون قلقاً من أن يتصاعد “سوء التقدير إلى صراع”.
وتثير الضربات الجوية الروسية الأخيرة والعمليات الأخرى في سورية، “إنذارات” وسط توترات شديدة بشأن أوكرانيا.
وقال مسؤولون عسكريون لصحيفة “وول ستريت جورنال“، اليوم السبت، إن القوات الروسية نفذت سلسلة من العمليات ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية هذا الشهر.
وتعتبر “ضربة التنف” واحدة من هذه العمليات، التي لم يكشف المسؤولون عن تفاصيل أكثر بخصوصها.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الإجراءات الروسية أثارت قلق المسؤولين العسكريين الأمريكيين، والذين يشعرون بالقلق من أن “سوء التقدير قد يتصاعد إلى صراع غير مقصود بين القوات الأمريكية والروسية في سورية”.
وأضافت أن “التوترات بين البلدين عالية بالفعل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، والجهود الأمريكية لتسليح الجيش الأوكراني لهزيمة القوات الروسية هناك”.
وكان “جيش مغاوير الثورة” وهو فصيل عسكري محلي ينتشر في التنف ويتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً من الولايات المتحدة قد أعلن في بيان، الخميس، أن “قوات مجهولة| هاجمت بالطائرات مواقع تابعة له.
وقال إن “الهجمات كانت غير مجدية، ولم يصب أي أحد من قواتنا بأذى ولحقت أضرار مادية بسيطة”.
بدورها ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الجمعة أن “روسيا حذّرت الجيش الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، من أنها ستشن غارات جوية ضد مقاتلين محليين مع الولايات المتحدة في التنف”.
وذلك ما أشارت إليه “وول ستريت جورنال”، فيما نقلت عن قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال إيريك كوريلا قوله: “نسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا”.
وأضاف: “ولكن تصرفات روسيا الأخيرة كانت استفزازية وتصعيدية”.
وتقع التنف عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، وأيضاً على الطريق السريع بين دمشق وبغداد، والذي كان ذات يوم طريقاً رئيسياً لدخول الشاحنات والإمدادات الإيرانية إلى سورية.
كما تعتبر من أبرز القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في سورية، وسبق أن زارها قادة عسكريون كبار.