أدانت روسيا الضربة الجوية الأمريكية على مواقع تتبع لميليشيات إيرانية في شرقي سورية، بينما اكتفى نظام الأسد بنقل الخبر عبر وسائل إعلامه الرسمية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم الجمعة، استهداف مواقع لميليشيا “حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” في محافظة دير الزور، في أول تحرك عسكري لإدارة الرئيس جو بايدن في سورية.
وأكد “البنتاغون” أن الضربات دمرت عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية، تستخدمها عدة جماعات مسلحة مدعومة من إيران.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في تصريحات أعقبت الغارات، إنه تم ضرب الهدف الصحيح، وأضاف: “متأكدون من أن الهدف الذي استهدف في سورية كان يستخدم من قبل الميليشيات التي نفذت الهجمات الصاروخية في العراق”.
“انتهاك غير مقبول”
الضربة الجوية الأمريكية جاءت بصورة مفاجئة، وحسب المسؤولين الأمريكيين فإنها تأتي رداً على الاستهدافات التي تعرضت لها المصالح الأمريكية في العراق، في الأسابيع الماضية، من قبل ميليشيات تدعمها طهران.
بدوره اعتبر مصدر بوزارة الخارجية الروسية الضربة “انتهاكاً غير مقبول للقانون الدولي”.
وأضاف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيدرالية الروسي، فلاديمير جاباروف، إن الهجوم الأمريكي على سورية “غير قانوني”، فهو “قصف أراضي دولة ذات سيادة”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن السيناتور الروسي، أن سورية يمكن أن تناشد مجلس الأمن الدولي لطلب مناقشة الوضع في اجتماع طارئ.
من جانبه اكتفى نظام الأسد بنشر خبر الضربة الجوية الأمريكية على وسائل إعلامه الرسمي، دون أن يصدر أي بيان حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
الميليشيات تقلل حجم الخسائر
في سياق ما سبق نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الضربات الأخيرة هي رد فعل “صغير للغاية” تمثل في “إلقاء قنبلة على مجموعة صغيرة من المباني على الحدود السورية العراقية تستخدم لعبور مقاتلي الميليشيات والأسلحة داخل وخارج البلاد”.
ووجهت الضربات في سورية “لتفادي رد فعل دبلوماسي من قبل الحكومة العراقية”، حسب الصحيفة.
في المقابل قللت مصادر عراقية موالية للميليشيات الإيرانية من حجم خسائر الضربة الجوية الأمريكية.
وقالت قناة “صابرين نيوز” عبر “تلغرام” إن الضربات الأمريكية طالت 7 أهدف، 6 منها كانت قد فرغت من قبل من وصفتها بـ “فصائل المقاومة على خلفية تحليق طيران التجسس فوق المنطقة”.
وأضافت القناة المتخصصة في نقل أنشطة الميليشيات الإيرانية في سورية والعراق أن القصف الجوي أسفر عن مقتل عنصر فقط، وإصابة 4 آخرين.
وتتخذ الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني من مدينة البوكمال ومحيطها محطة عسكرية لها.
وفي الأشهر الماضية تحدثت عدة تقارير إعلامية عن استقدام “الحرس الثوري” لأسلحة متطورة إلى قواعده في شرق سورية، وخاصة إلى قاعدة “الإمام علي”.