تقود دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، حملة ضغط من أجل إبقاء معبر “باب الهوى” الحدودي مفتوحاً أمام المساعدات الإنسانية، التي يحتاجها ملايين المدنيين في شمال غربي سورية.
وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى جلسة مجلس الأمن، في يوليو/تموز المقبل، من أجل التصويت على قرار تجديد عبور المساعدات عبر الحدود.
كما أنها تتزامن مع توقعات وترجيحات لمسؤولين أجانب، عن نية روسيا استخدام لحق النقض “الفيتو” ضد قرار التمديد، كرد فعل على الضغوطات الغربية التي تتعرض لها في الملف الأوكراني.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم السبت أن بلدان في أوروبا والشرق الأوسط قد تشهد زيادة جديدة في عدد اللاجئين إذا أغلقت روسيا آخر طريق قوافل إنسانية إلى سورية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين وخبراء قولهم إن “إغلاق باب الهوى سيجبر بالتأكيد آلاف الأشخاص على الفرار من سورية”.
وأضافوا: “لن يؤدي ذلك إلا إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط، التي تعتبر بالفعل أكبر أزمة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مشروع تمديد قرار عبور المساعدات، بعد شهر من الآن.
وبحسب “نيويورك تايمز”: “يبدو أن الممر (باب الهوى) عالق بالفعل في تداعيات الحرب في أوكرانيا والمصالح المتنافسة لروسيا والولايات المتحدة”.
وتترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن هذا الشهر، وقد عقدت سلسلة من الاجتماعات تناولت محنة السوريين الذين أصبحوا بلا مأوى أو يحتاجون إلى مساعدة للبقاء على قيد الحياة.
وكان نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدةـ، دميتري بوليانسكي قد قال، قبل أسابيع، إن موسكو لم تقرر كيف ستصوت.
لكن في مقابلة يوم الجمعة أضاف أنه في ظل النظام الحالي، “كانت المساعدات عرضة للمتطرفين في إدلب”، بحسب تعبيره.
وكشف ثلاثة دبلوماسيين للصحيفة الأمريكية أن روسيا “بعثت بإشارات غامضة تشير إلى أنها قد تحاول استخدام التصويت للحصول على تنازلات في المواجهة بشأن أوكرانيا”.
ولم يصف الدبلوماسيون الإشارات بالتفصيل، لكنهم أضافوا أن موسكو لم تصل إلى حد ربط مصير “باب الهوى” بالحرب في أوكرانيا.
وتابعوا أنهم يعتقدون أن موسكو ستعتمد على الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بموجة جديدة من اللاجئين للمساعدة في التهرب من العقوبات.
وتوقع أحد الدبلوماسيين أيضاً أن روسيا ستواجه الاتهامات بأن غزوها انتهك سيادة أوكرانيا من خلال إدانة قوافل المساعدات باعتبارها “انتهاكاً لوحدة أراضي سورية”.
بدوره أشار دبلوماسي أمريكي كبير إلى إن الولايات المتحدة ودول أخرى في مجلس الأمن سترسل “رسالة واضحة” إلى موسكو تحثها على عدم إغلاق “باب الهوى”، ولكن ليس هناك ما يضمن الالتفات إليها.
وتسود مخاوف لدى العاملين في القطاع الإنساني من “فيتو” روسي- صيني في مجلس الأمن، قد يعطل القرار الأممي أو يقوض العمل به، ما يزيد من سوء الأوضاع الإنسانية لملايين السوريين في الشمال السوري.
وكان فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري”، وهو منظمة إنسانية غير حكومية قد حذّر في بيان سابق من خطر إغلاق آخر معبر حدودي على الحدود بين تركيا وسورية، وهو “باب الهوى”.
ولفت بيان الفريق الإنساني الانتباه إلى حقيقة أن عدم رغبة بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في تمديد آلية المساعدة عبر الحدود يمكن أن يقطع عن السوريين الأساسيين الإمدادات الحيوية، لا سيما عندما يتجاهل النظام السوري هذا الدعم.