ظهرت الطائرات التركية المسيرة، التي تعرف باسم “بيرقدار”، في أوكرانيا، حيث استخدمها الجيش هناك، ضد القوات الروسية خلال الأيام الماضية.
ولعبت طائرات “بيرقدار” التركية دوراً كبيراً في تغيير مسارات معارك عسكرية سابقة كان الروس طرفاً فيها، سواء في إدلب شمال غربي سورية، أو في ليبيا وإقليم قرع باغ خلال معارك أذربيجان وأرمينيا.
وعلى مدى اليومين الماضيين، أعلن الجيش الأوكراني تدمير أرتال عسكرية روسية وشحنات وقود باستخدام طائرات “بيرقدار”.
وقال الجيش الأوكراني في بيان له، أمس السبت، إن طائرات بيرقدار تي بي 2 دمرت “قطار سكة حديد كامل بالوقود ومواد التشحيم” تابع للقوات الروسية.
من جهته أكد قائد الجيش الأوكراني، اليوم الأحد، أن طائرة مسيّرة من طراز بيرقدار دمرت رتلاً للقوات الروسية في منطقة خيرسون.
ونشرت السفارة الأوكرانية في تركيا، عبر حسابها في “تويتر”، تسجيلاً يظهر تدمير الرتل العسكري الروسي.
Беспилотник "Байрактар" бьёт по колоне оккупантов в Херсонской области. pic.twitter.com/3rAozAma7M
— ІнфоВійська України/Ukraine (@i_army_org) February 27, 2022
وعلقت السفارة بالقول “من يحب الورود يحمل أشواكها، يتعين على الغزاة الروس أيضاً تحمل طائرات بيرقدار تي بي 2 في الوقت الحالي”.
واعتبرت السفارة الأوكرانية أن تدمير الرتل الروسي بطائرات “بيرقدار”، هو انتقام لتركيا بمقتل جنودها في إدلب شمال غربي سورية، في فبراير/شباط 2020.
وقالت السفارة “تم الثأر في أوكرانيا لـ 34 جندياً تركياً الذين قتلتهم القوات الروسية قبل سنتين في إدلب. هناك شيء اسمه العدل الإلهي”.
إلا أن السفارة حذفت التغريدة عقب ذلك.
وكان 34 جندياً من الجيش التركي قتلوا في 2020، بضربة جوية لقوات الأسد في منطقة بليون بالريف الغربي من إدلب.
وعقب ذلك أطلقت تركيا عملية عسكرية سميت بـ”درع الربيع”، وكان الهدف منها إعادة قوات الأسد إلى حدود اتفاق “سوتشي”، وردعها بعد مقتل الجنود الأتراك.
واستهدفت القوات التركية خلال “درع الربيع” مقاتلات النظام، وأنظمته الدفاعية والمدافع والدبابات، وأخرجت عدداً من مطاراته العسكرية من الخدمة.
وكانت صحيفة روسية حذرت من دخول الطائرات المسيرة التركية في المعركة، الأمر الذي يقابله إدخال منظومة الدفاع الجوي “بانتسير” الروسية.
وقال القائد السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات، العقيد المتقاعد سيرغي خاتيليف، إنه “في حال استخدمت الطائرات التركية، سوف تظهر لدى دونيتسك ولوغانسك بسرعة شديدة منظومة الدفاع الجوي بانتسير، مع الطواقم اللازمة، فضلاً عن أنظمة الحرب الإلكترونية”.
وتعتبر تركيا سادس دولة في العالم، بتصنيع وتطوير وتصدير الطائرات العسكرية المسيرة (بدون طيار)، وذلك بعد أمريكا وإسرائيل والصين وباكستان وإيران.
وتُصنف “بيرقدار TB2” ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية (مراقبة وهجوم)، إذ يمكنها التحليق على ارتفاع (20 ألفاً إلى 27 ألف قدم) نحو ثمانية آلاف متر، وحمل معدات بوزن 150 كيلوغراماً، والطيران حتى 25 ساعة متواصلة.
كما تتمتع بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار، إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية، ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.
من جهته عبر المهندس التركي، سلجوق بيرقدار، المدير التقني لشركة “بيكار”، المصنعة للطائرات المسلحة، عن دعمه لأوكرانيا في وجه الغزو الروسي.
وقال بيرقدار عبر حسابه في “تويتر”، إن “ما يحدث في العالم يظهر بوضوح أن التكنولوجيا الوطنية وصناعة الدفاع القوية والمستقلة لها أهمية حيوية بالنسبة للدول.. السبيل الوحيد لتركيا مستقلة تماماً وقوية ومزدهرة هو الصناعة الدفاعية المحلية”.
وأضاف “أدين بأشد العبارات الغزو غير المشروع الذي قامت به روسيا بتجاهل سيادة دولة مستقلة، أؤيد شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، موطن إخواننا الأتراك الذين يقاومون الاحتلال”.
Rusya'nın bağımsız bir ulusun egemenliğini hiçe sayarak hukuksuzca gerçekleştirdiği işgali en sert şekilde kınıyorum.
İşgale direnen Türk kardeşlerimizin vatanı Kırım ve #Ukrayna'yı destekliyorum.🇹🇷🇺🇦
— Selçuk Bayraktar (@Selcuk) February 25, 2022