تشهد قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي قصفاً جوياً من الطائرات الحربية الروسية، في تصعيدٍ قد يسبق هجوماً برياً على الأرض من جانب قوات الأسد، بحسب ما قال قيادي عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير” لـ”السورية.نت”.
وذكر “الدفاع المدني السوري”، اليوم السبت، أن طائرتان روسيتان تتناوبان على تنفيذ 13 غارة جوية على مناطق جبل الزاوية، في الريف الجنوبي لإدلب.
وأوضح “الدفاع المدني” أن القصف الروسي استهدف أطراف قرية سرجة بجبل الزاوية، مشيراً إلى أن فرقه الميدانية سارعت بالاستجابة، وتفقدت أماكن الاستهداف وقامت بتأمينها.
ولم تسجل الفرق الإسعافية أي إصابات بشرية، بينما لحقت أضرار مادية كبيرة بمنازل المدنيين.
ويأتي التصعيد بالقصف من جانب الطائرات الروسية، بعد قصف مماثل بالمدفعية الثقيلة نفذته قوات الأسد وعلى مدار الأيام السبعة الماضية على قرى جبل الزاوية، ما أدى إلى مقتل مدنيين، آخرهم طفلة يوم أمس الجمعة.
ويتزامن التصعيد من جانب روسيا وقوات الأسد مع إقدام الجيش التركي على إخلاء نقطتي المراقبة في شير المغار في الريف الغربي، ومعر حطاط في الريف الشرقي، وهما نقطتان محاصرتان بشكل كامل، وكان قد سبقهما إخلاء نقطة المراقبة في مورك بريف حماة بشكل كامل.
ولم يصدر أي موقف رسمي من أنقرة حول أسباب سحب نقاط المراقبة التركية حتى الآن.
في حين أوضح القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” أن التصعيد بالقصف من جانب روسيا وقوات الأسد يعطي مؤشراً على عملية عسكرية برية، قد تبدأ في الأيام المقبلة.
وقال القيادي إن الروس ينظرون إلى السيطرة على مدينة أريحا، والتي تركز القصف عليها بشكل كامل، إلى جانب القرى التابعة لها، بينها سرجة التي طالتها الغارات، اليوم.
وتتذرع روسيا بالقصف الجوي بأنه يستهدف مقار عسكرية لـ”هيئة تحرير الشام”، وتقول إن أنقرة لم توفي بالتزاماتها المتعلقة باتفاق “سوتشي” حتى الآن.
وتريد موسكو فتح طريق حلب- اللاذقية (m4)، والذي تتوسطه أريحا، المدينة التي تحظى بموقع استراتيجي، من شأنه أن يغير المعادلة العسكرية في الجنوب الإدلبي بشكل كامل.
وكانت الأمم المتحدة، قد أدانت أمس الجمعة، أعمال قصف أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل في إدلب، وذلك في مؤتمر صحافي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوجاريك إن نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة للشأن السوري، مارك كاتس قلق للغاية من التصعيد الحاد في أعمال العنف في إدلب.