نفت طهران مقتل عناصر من “فيلق القدس”، التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، في الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية في سورية، محذرة من استهداف التواجد الإيراني هناك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الأحد، والذي قال فيه، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية، إننا “لا نؤكد مقتل مقاتلين من فيلق القدس في الغارة الإسرائيلية على سورية”.
وأضاف زادة أن “إسرائيل تدرك أن زمن اضرب واضرب قد ولى، لذا فهي تتحرك بحذر، ولا علاج لطبيعتها العدوانية سوى عن طريق المقاومة في كافة الجبهات”.
وجدد زادة تأكيد طهران على أن التواجد الإيراني في سورية هو استشاري فقط، محذراً من أن “من يريد الإخلال به سيتلقى رداً حازماً”.
وكانت إسرائيل أعلنت، الأربعاء الماضي، استهدافها ثمانية مواقع عسكرية، قالت إنها تابعة لـ”فيلق القدس” الإيراني وقوات الأسد في دمشق ومحيطها.
ومن بين المواقع “موقع سري يستخدم لاستضافة شخصيات وبعثات إيرانية رفيعة المستوى جنوب شرق دمشق، بمن فيهم قادة من “فيلق القدس”، حسب ما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي.
واعترفت قوات الأسد بمقتل ثلاثة عسكريين في الضربات الإسرائيلية، في حين تحدثت تقارير إعلامية عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، بينهم إيرانيون.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، نظام الأسد من “عواقب أي اعتداء” محتمل لإيران من الأراضي السورية.
وقال غانتس، عقب الضربات الإسرائيلية، “أكرر لأعدائنا: لن تتحمل إسرائيل المساس بسيادتها في أي قطاع، ولن تسمح بالتموضع الخطير على أي جبهة. يتحمل النظام السوري المسؤولية عن كل ما يجري في أراضيه ومن أراضيه”.
وأضاف أن “الجيش الإسرائيلي دخل في حالة تأهب عند الحدود الشمالية”.
وتتخوف إسرائيل من زيادة النفوذ الإيراني في الجنوب السوري بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة، وإقامة قواعد عسكرية لها في سورية.
وحذر الخبير الإسرائيلي، إيهود يعاري يعاري، محلل الشؤون الشرق أوسطية، من تعزيز إيران لتواجدها بالقرب من إسرائيل رغم الضربات الإسرائيلية.
وقال يعاري في مقال على “القناة12” إن “الإيرانيين غيروا أساليب تواجدهم في الجولان، بمساعدة الجيش السوري بين دمشق والجولان، على بعد مئة كيلومتر فقط من الحدود، وبغضون عامين أو ثلاثة أعوام سيصلون لموقع قوة في المحافظات الجنوبية لسورية: القنيطرة ودرعا والجبل الدرزي”.
ويأتي التحرك الإسرائيلي في ظل تحرك إيراني، تمثل بلقاء جمع قائد ميليشيا “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، مع رئيس النظام بشار الأسد وزعيم “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله قبل أيام، بحسب ما كشفت شبكة “BBC” البريطانية.
وذكر موفد “bbc” إلى العاصمة العراقية بغداد، فراس كيلاني، أن زيارة قاآني إلى لبنان وسورية، في الأيام الماضية، لم يعلن عنهما، وكانت قد تزامنت مع وجود بعض قادة الفصائل المسلحة العراقية في العاصمة بيروت.