اختفى الشاب التركي إنجين أرسلان في “فرع فلسطين” الأمني التابع لنظام الأسد، بعدما عبر إلى سورية من أجل التوجه إلى قطاع غزة، حسبما قالت عائلته لوسائل إعلام.
ولم تعرف الطريقة التي دخل من خلالها أرسلان إلى سورية، وما إذا كانت العملية عبر المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة أو من جانب معبر “كسب” الذي يسيطر عليه النظام.
وكان الشاب قد غادر منزله في 11 من أكتوبر الماضي، وقال لعائلته: “أنا ذاهب للقتال في غزة”.
وبعد أيام تلقت العائلة رسالة من أرسلان جاء فيها: “لقد عبرت الحدود بالقفز على الجدار الحدودي”، وكانت هي الأخيرة التي وصلت عبر تطبيق “واتساب”.
“اتصال كشف مكانه”
وحتى يوم السادس عشر من أكتوبر لم تتلق عائلة إنجين أي خبر عنه، حتى تلقت اتصالاً هاتفياً من شاب خرج من “فرع فلسطين” الأمني وأخبرهم أن ابنهم معتقل هناك.
وقال الشاب السوري الخارج من “فلسطين” إن “إنجين على قيد الحياة في السجن”، وأن الأخير أعطاه رقم هاتف العائلة من أجل إبلاغهم بذلك.
ولم يصدر أي بيان من جانب تركيا بشأن الحادثة، وكذلك الأمر من جانب نظام الأسد، الذي يعتقل مئات الآلاف من السوريين في معتقلاته الأمنية، أبرزها “فرع فلسطين”.
وذكرت وسائل إعلام تركية، اليوم الاثنين، أن أسرة الشاب إنجين توجهت بعد تلقي بلاغ أنه في الفرع الأمني إلى مركز الشرطة ثم إلى مكتب المدعي العام.
وأوضحت صحيفة “صباح” أنها طلبت المساعدة، ونقلت عن شقيقة إنجين أمينة يافوز قولها: “لا نعرف ما الذي يمر به. إنه لا يعرف لغة البلد (في إشارة إلى سورية). نحن نتوسل إلى السلطات، ونريدهم أن يساعدونا”.
ولم يسبق وأن حصلت هكذا حادثة في السنوات الماضية، رغم أن نظام الأسد كان قد اعتقال مواطنين أتراك، لكن في بدايات الثورة السورية، وعندما كانوا داخل الأراضي السورية بشكل رسمي.
وكانت عدة مدن تركية قد شهدت مسيرات مناهضة للحرب الإسرائيلية في غزة، والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع المحاصر.
وتسود حالة من الغضب داخل المجتمع التركي، منذ أن صعدت إسرائيل حربها في القطاع، وكانت عدة دعوات قد أطلقت من أجل مقاطعة المنتجات التي تطرحها شركات تجارية على ارتباط بأخرى إسرائيلية.
ما هو “فرع فلسطين”؟
ويتبع “فرع فلسطين” للمخابرات العسكرية، ويقع عند المتحلق الجنوبي في العاصمة دمشق.
ومنذ سنوات يذكر كأبرز المعتقلات التي شهدت على حصول انتهاكات بالجملة ضد المعتقلين، فضلاً عن عمليات التعذيب اليومية التي تحصل بحقهم، وتنتهي في غالبيتها بالموت.
يحمل الفرع رقم 235، وهو من أشد الفروع المخابراتية إجراماً لدى نظام الأسد، كما يشير موقع “مع العدالة”.
ومع بداية تأسيسه عام 1969م، تخصّص بمراقبة المنظمات والحركات السياسية والعسكرية الفلسطينية ونشاطات الفلسطينيين المقيمين في سورية.
وفي عهد حافظ الأسد توسع الفرع ليشمل فيما بعد مطاردة الحركات الإسلامية واختراقها ومحاولة توجيهها والتحكم بها في بعض الأحيان، أو حتى إنشاء حركات إسلامية وهمية وتنظيمات إرهابية تتبع للنظام، وفق ما تذكره “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
وبحسب ما تضمنته تقارير حقوقية، فإن الفرع يشرف عليه أكثر من 500 موظف بين عسكريين ومدنيين، ويتألف من ثلاثة طوابق تحت الأرض تستعمل لعمليات الاعتقال والتعذيب.
وكان فرع فلسطين يدار بين عامي 2009 و2014 من قبل العميد محمد خلوف، وهو من الرموز التي نفذت انتهاكات لا تحصى بحق المعتقلين، حيث ساعد بقمع المتظاهرين في دمشق وريفها، بالإضافة إلى إشرافه على عمليات الإعدام والإخفاء القسري والتعذيب التي حصلت داخل الفرع.
في عام 2014، استلم رئاسة الفرع بعد “خلوف” العميد ياسين ضاحي، وبقي حتى عام 2016، وهو مسؤول عن كافة الانتهاكات التي حصلت في الفرع بتاريخ استلامه، والانتهاكات التي ارتكبها عندما كان ضابطاً في الفرع قبل أن يتم ترفيعه لترأسه.