حذرت منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بعد مرور عام على الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسورية في 6 فبراير/ شباط 2023، وأدى لمقتل قرابة 60 ألف شخص في كلا البلدين، وتشريد الملايين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، إن الكثير من الأشخاص وقعوا في براثن الفقر واليأس منذ حدوث الزلازل، ولا يزال الآلاف بلا مأوى وفي حالة من الضعف الشديد.
وفي تقرير لها، بمناسبة الذكرى الأولى للزلزال، قالت المفوضية إن تأثيرات الزلزال طالت أكثر من 8.8 مليون شخص في سورية وحدها، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف، العديد منهم كانوا أصلاً في عداد النازحين.
وفي شمال غرب سورية، لا يزال هناك أكثر من 40 ألف شخص نازح بسبب الزلزال، يقيمون في 70 مراكز إيواء مؤقتة.
وبحسب التقرير، فإن 1.75 مليون لاجئ سوري في تركيا كانوا يقطنون في المناطق التركية التي ضربها الزلزال، وأبرزها هاتاي وكهرمان مرعش وغازي عنتاب.
لافتاً إلى أن “تأثيرات الزلزال لا يزال يشعر بها كل من اللاجئين ومضيفيهم الأتراك.. بالرغم من الاستجابة الإنسانية الملفتة والشاملة التي وفرتها تركيا”.
وجاء في التقرير أنه “قبل وقوع الزلازل، كان هناك 90% من اللاجئين في البلاد غير قادرين على تغطية الاحتياجات الأساسية، ويعتمد الكثير منهم على العمل غير الرسمي أو المساعدة الاجتماعية أو القروض”.
لكن “الآن، في أعقاب الزلزال، تزايدت الاحتياجات الماسة المتعلقة بالسكن والمرافق الأساسية والمأوى والكهرباء والرعاية الصحية والاتصالات”.
وتحدثت المفوضية عن “أضرار فادحة بالصحة النفسية والعاطفية للسكان الذين طالت معاناتهم. فقد خسر الكثيرون أفراداً من عائلاتهم وأصدقائهم حيث تم الإبلاغ عن وفاة ما يقرب من 60 ألف شخص في البلدين نتيجة للزلازل، وإصابة عشرات الآلاف، فيما تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض”.
الأطفال أمام معاناة
من جانبها، قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن تداعيات الزلزال لا تزال مستمرة لدى ملايين الأطفال في سورية وتركيا، حيث يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.
وأضافت في تقرير لها، أمس الاثنين، إن حوالي 6.2 مليون طفل في سورية وتركيا تأثروا بالزلزال، الذي شرد مئات الآلاف من العائلات.
وجاء في التقرير “بعد مرور عام، ما زال أكثر من 761 ألف شخص، من بينهم 205 آلاف طفل، لم يعودوا إلى ديارهم”.
مضيفاً: “يكافح الأطفال أيضاً لمعالجة كل ما تعرضوا له والتعامل معه. في أعقاب الزلازل، أبلغ 85% من الأطفال ذوي الإعاقة الذين تحدثوا إلى شركاء منظمة إنقاذ الطفولة في سورية عن صعوبات في التفاعل مع أسرهم وأصدقائهم ومدرسيهم وغيرهم بسبب تجاربهم أثناء الزلازل “.
وكذلك أفاد ما يقارب 70% من المشاركين في خمس مناطق خاضعة لسيطرة النظام عن وجود “حزن” بين الأطفال الناجين من الزلزال.
وبحسب التقرير فإن 30% منهم يعانون من كوابيس أو صعوبة في النوم، وفق تقييم منظمة “أنقذوا الأطفال”.
وفي أربع مناطق متأثرة بالزلزال في تركيا، أبلغت نصف الأسر التي شملها الاستطلاع (51٪) عن تغيرات في نفسية أطفالهم أو سلوكهم بعد الزلازل، حيث أظهر 49٪ علامات القلق وأظهر 21٪ سلوكاً عدوانياً، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها المنظمة.
وكان زلزالان ضربا عشر ولايات جنوب تركيا، وعدة مناطق في شمال غربي سورية، يوم 6 فبراير/ شباط 2023، بشدة 7.8، و7.6 على مقياس ريختر بفارق زمني قدرُه عدة دقائق، وراح ضحيتهما 60 ألف شخص في سورية وتركيا.
وبلغت نسبة الوفيات من السوريين 9% من إجمالي عدد ضحايا الزلزال في تركيا، كون الولايات التي ضربها، من المناطق ذات الكثافة في التواجد السوري، إذ كان يتواجد قرابة 1.7 مليون سوري في الجنوب التركي.