عبر تقنيات “بينية”..مشروع لدعم مزارعي الزيتون بريف حلب
خلال موسم القطاف الحالي، بدأت المشاريع الإنسانية بالتركيز على دعم المزارعين العاملين بقطاف الزيتون في الشمال السوري، بهدف زيادة قدرتهم على مواجهة التحديات والظروف الصعبة، التي تحد من فرصهم لكسب العيش منذ سنوات.
في منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، يجري العمل على تنفيذ مشروع زراعي لتمكين صانعي الزيتون الصغير والمتوسط الحجم، من خلال تقنيات الزراعة البينية، تحت إشراف منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” إحدى برامج “المنتدى السوري”.
ويغطي المشروع مناطق عدة في اعزاز بريف حلب، تشمل قرى شمارخ وتليل الشام وشمارين وطاطية.
عشرات المستفيدين
بحسب مدير فريق المشروع، خالد الساعور، يستهدف المشروع مزارعي الزيتون الأكثر احتياجاً والأشد ضعفاً في المنطقة، والذين يملكون ما بين 10 و15 دونماً من الأراضي المخصصة لزراعة الزيتون، بحيث لا تزيد ملكيتهم عن 15 دونماً.
ويشير الساعور في حديثه لـ “السورية.نت” إلى أن المشروع يستهدف 200 مزارع، ويشمل أيضاً زراعة البقوليات عند كل مستفيد على الشكل التالي: 3 دونم فول- 4 دونم بازلاء- 3 دونم بيقية (إحدى أنواع البقوليات).
ويهدف المشروع بحسب الساعور إلى زيادة القدرة على الصمود وفرص كسب العيش لمزارعي الزيتون، الأكثر احتياجاً والذين يمتلكون ما بين 10 إلى 15 دونماً، من خلال خلق وسيلة بديلة لموارد الدخل للتغلب على الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، عبر تقنيات الزراعة البينية.
وتقنية الزراعة البينية هي ممارسات زراعية متعددة تتضمن زراعة محصولين أو أكثر في نفس الأرض الزراعية، وتُستخدم في الغالب داخل وتحت أشجار الفاكهة حيث تُزرع المحاصيل الحقلية (البقوليات والحبوب والأدوية).
ما الخدمات المقدمة؟
يشمل المشروع الذي تنفذه “إحسان” في منطقة اعزاز خدمات عدة ومدخلات مقدمة لكل مستفيد، تشمل خدمة قطاف الزيتون عن طريق تعيين 200 عاملة قطاف، ضمن نشاط النقد مقابل العمل لمدة 30 يوم عمل.
ويشمل أيضاً توزيع أدوات قطاف (20 مشاطة -2 شادر 6*4م) لكل مستفيد، وخدمة تحليل تربة لكل أرض في مخبر تحليل تربة، والتحليل يكون على مرحلتين قبل الزراعة وبعد الحصاد، إلى جانب خدمة حراثة وبذر لكل أرض.
ومن بين الخدمات التي يقدمها المشروع، توزيع المدخلات التالية لكل مستفيد لزراعتها في الأرض: 250 كيلوغرام سماد متوازن، 42 كغ بذار فول، 42 كغ بذار بيقية، 36 كغ بذار بازلاء محسنة.
وبحسب قائد فريق المشروع، سيتم تقديم تدريبات للمزارعين ضمن عدة مواضيع، من بينها تحضير السماد العضوي (الكمبوست)، تدريبات على تقنيات الزراعة البينية، تدريبات في المكافحة المتكاملة، تدريبات على مبادئ التقليم.
مشيراً إلى خدمات أخرى متعلقة بتقليم أشجار الزيتون عند المستفيدين بعد التعاقد مع 100 عامل تقليم يومية لمدة 20 يوم عمل، وتوزيع أدوات تقليم (منشار ومقص) لكل مستفيد ولكل عامل تقليم.
يُشار إلى أن محصول الزيتون يُعتبر من المحاصيل “الاستراتيجية” في الشمال السوري، خاصة في ريف حلب، إلا أن إنتاجه شهد تراجعاً خلال سنوات الحرب، بسبب غياب الرعاية الزراعية وشحّ الدعم المقدّم للمزارعين.
وتبلغ مساحات زراعة شجرة الزيتون في سورية حوالي 690 ألف هكتار، وللشمال السوري نصيب منها بنسبة 80%.