عبر شماعة “داعش”..”قسد” تضغط لإيقاف تركيا وتقحم “الجامعة العربية”
ما إن أطلقت تركيا عمليتها العسكرية (المخلب السيف) شمالي سورية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) فجر الأحد 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، حتى بدأت الأخيرة بالتحذير من خطر العملية على حرب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
طال تحذير “قسد” أيضاً تراجع حراسة السجون التي يقبع فيها عناصر التنظيم، ومراقبة مخيم “الهول” الذي يؤوي عائلات لعناصر التنظيم، وعائلات سورية وعراقية نزحت من مناطق سيطرته سابقاً.
وطالبت “قسد” حليفتها الولايات المتحدة، إضافة لروسيا، و”الجامعة العربية”، التدخل لإيقاف العملية التركية المُرتقبة، محذرة من “خطر هذه الضربات على حياة المدنيين”.
مناشدات تنتهي بتعليق العمليات
علقت “قسد”، أمس السبت، عملياتها ضد تنظيم “الدولة”، متذرعة بـ”القصف التركي”، لكنها لم توقف التنسيق مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته “العربية الحدث” عن قيادة “قسد”.
وقالت “قسد” إنها “منشغلة بصد الهجوم التركي”، وأي “عودة لنشاط داعش تتحمله الدول الصامتة”.
أمس السبت، تحدث قائد “قسد”، مظلوم عبدي أيضاً، في تصريح لوكالة “نورث برس” المحلية، عن امتلاكهم “معلومات استخباراتية بتحضيرات داعش لشن هجمات تزامناً مع الهجوم التركي”.
تصريحات عبدي جات بعد استهداف قاعدة الدوريات الأمريكية في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة بصاروخين، ولم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار في القاعدة أو بممتلكات قوات التحالف.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” أمس، أن “قسد” رصدت مكان إطلاق الصواريخ، وعثرت على صاروخ ثالث لم يتم إطلاقه في المكان ذاته.
وفي 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، نقل مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، عن عبدي قوله إن “قسد” لن تستطيع مواصلة مهامها في الوقت الحالي ضد خلايا التنظيم، لأنها “منشغلة بالتعامل مع الاعتداءات التركية”، حسب “نورث برس“.
كما اتهمت “قسد” تركيا بشن غارات جوية عبر الطائرات الحربية والطائرات دون طيار، استهدفت قوات حماية مخيم “الهول” بريف الحسكة، وسجن “جركين” في القامشلي الذين يعتقل فيه عناصر التنظيم.
وادّعت “قسد” عبر بيان لها في 24 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، أن هدف الهجوم هو السماح لعناصر التنظيم الفرار لإعادة إحيائه.
وأدت الغارات التركية إلى مقتل ثمانية من عناصر الحراسة، وهرب ستة من أفراد عائلات التنظيم في مخيم “الهول”، أُمسك بهم مرة أخرى.
ولوّح عبدي خلال حديثه مع شبكة “BBC” البريطانية، إلى نشوب “حرب أهلية ثانية”، وأن قواته قد تجبر على ترك سجون عناصر التنظيم، لأنها لن تكون قادرة على حراستها نتيجة العملية العسكرية.
استجداء دولي
أقحم عبدي في تصريحاته الأخيرة الجامعة العربية مطالباً باتخاذ “مواقف حازمة” حيال العملية التركية، بعد “مقتل 14 مدنياً واستهداف 45 موقعاً للبنية التحتية”، حسب قوله.
وأشار عبدي إلى تطمينات أمريكية رسمية عبر المنسق الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، برفض الولايات المتحدة للعملية التركية، وأنها تتواصل مع أنقرة لإيقاف الهجمات.
وحمّل حماية المنطقة لقوات الأسد، ويتطلع إلى التنسيق معه لصد الهجوم التركي.
لكن جهود “قسد” وقادتها يقابله انتقال الولايات المتحدة وروسيا، من إطلاق تصريحات تحذر وتعارض العملية العسكرية التركية إلى تقديم عروض لتركيا و”قسد”.
العرض الروسي لـ”قسد” تضمن تسليم المناطق الحدودية مع تركيا لنظام الأسد، وانسحابها بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية، وهو ما لم توافق عليه “قسد”.
وذكر موقع “ميدل إيست أي” أمس، أن المسؤولين الأتراك والروس يتفاوضون بشأن عملية عسكرية تركية صغيرة الحجم “لإخراج المقاتلين الأكراد السوريين من غرب نهر الفرات في الأسابيع المقبلة”.
وقبل أيام، قدمت أمريكا “عرضاً” لتركيا لوقف التصعيد، مقابل تبديد مخاوفها المتعلقة بالأمن القومي، بحسب ما كشفه الصحفي المقرب من الحكومة التركية، عبد القادر سيلفي بمقالة في صحيفة “حرييت”، الجمعة الماضي
وتحدث سيلفي أن العرض يقضي بالتخلي عن فكرة العمل البري شمالي سورية، مقابل انسحاب “قسد” مسافة 30 كيلومتراً من الحدود السورية التركية.