نشر الباحث التركي، برهان الدين دوران مقالة استعرض فيها حيثيات العرض الذي اقترحه الرئيس، رجب طيب أردوغان، قبل أيام، بشأن ما ستكون عليه العلاقة المقبلة لبلاده مع النظام السوري.
واعتبر دوران، وهو المنسق العام لمؤسسة البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) المقربة من الحكومة، اليوم السبت، أنه “كان من المهم لأردوغان أن يتحدث عن اتخاذ خطوات ثلاثية بين سورية وتركيا وروسيا”.
ويقول إن “أردوغان الذي أعلن سابقاً أنه قد يجتمع مع بشار الأسد، يعبر الآن عن مبادرة تمس أيضاً احتياجات بوتين”.
وإذا ما تحول عرض أردوغان إلى سلسلة من المحادثات التي ستساهم في عودة اللاجئين من خلال ضمان عملية سياسية ونقل “حزب العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” إلى ما وراء الممر الأمني البالغ طوله 30 كيلومتراً، فقد تخضع المعادلة السورية لـ”تغيير جذري”.
ويضيف الباحث في المقالة التي نشرتها صحيفة “صباح“: “ساهمت كل من سياسة التطبيع والعلاقات الجيدة مع روسيا بشكل كبير في تحركات أنقرة الأخيرة، ورغم اعتراضات بعض العواصم الغربية، فقد ارتقت تركيا بعلاقتها الاستثنائية مع روسيا إلى مستوى جديد”.
ما هو العرض؟
وكان الرئيس التركي قد أعلن، أول أمس الخميس، أنه عرض على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خطة عملٍ بشأن المحادثات مع نظام بشار الأسد.
وصرح أردوغان، في حديث للصحفيين، إنه عرض على بوتين صياغة آلية لتسريع المسار الدبلوماسي مع النظام، وقال: “نريد تنفيذ خطوات بشكل ثلاثي بين كل من تركيا وروسيا وسورية”.
وأضاف: “يجب أن تجتمع منظماتنا الاستخباراتية أولاً، ثم يجب أن يجتمع وزراء دفاعنا، ثم يجب أن يجتمع وزراء خارجيتنا”. وتابع: عقب ذلك يمكن اجتماع قادة البلدين، والبدء بسلسلة من المفاوضات”، في إشارة إلى لقاء بشار الأسد، مشيراً إلى أنه عرض ذلك على الرئيس الروسي و”نظر إليها بشكل إيجابي”.
وسرعان ما أبدت روسيا دعمها لهذا العرض، إذ قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، يوم الجمعة، إن “موسكو إيجابية للغاية بشأن فكرة الرئيس التركي، لعقد اجتماع لقادة تركيا وسورية وروسيا الاتحادية”.
وأضاف رداً على سؤال من وكالة “ريا نوفوستي” حول نظرة روسيا إلى فكرة أردوغان: “إنها إيجابية للغاية”. وزاد: “نجري الآن اتصالات مع أصدقاء سوريين”.
“روسيا في المنتصف”
وتلعب روسيا، التي تعتبر الداعم الأبرز لنظام الأسد، دوراً في إقناع أنقرة للتباحث مباشرة مع النظام، وبلورة مسارٍ لحلحلة مختلف القضايا الخلافية بين الطرفين.
وصدرت تصريحات من قبل مسؤولين أتراك، خلال الأسابيع الماضية، عن إمكانية لقاء أردوغان والأسد.
ونشرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، الأسبوع الماضي، تصريحات لمسؤولين روس ثلاث، إذ قال أولاً مبعوث فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف إنه “بالنسبة للتقارب بين أنقرة ودمشق فلا مشكلة في التوقيت، لكن في الرغبة بالتقارب بين البلدين”، مضيفاً أن إمكانية جمع الأسد وأردوغان “متوفرة دائماً، ونحن نؤيد إمكانية ترتيب عقد مثل هذا اللقاء”.
بعد ذلك، نقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن “موسكو لا تفرض وساطة على أنقرة ودمشق”. لكنه قال: “إذا طُلب منا نحن مستعدون لعقد اجتماع بين أردوغان والأسد”.
وبينما أضاف بوغدانوف أنه “حتى الآن لم يتم القيام بعمل ملموس على المستوى السياسي ولا توجد مثل هذه الخطط (في إشارة للقاء)، أبدى الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف استعداد موسكو “لتسهيل لقاء الأسد وأردوغان”.
وأكد بيسكوف أن “روسيا مستعدة للتوسط في المفاوضات بين الأسد وأردوغان”، لكنه أوضح أنه حتى الآن لا توجد تفاصيل محددة حول هذه المسألة.