أطلق “الدفاع المدني السوري” عريضة على الإنترنت ودعا إلى التوقيع عليها، لمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بضمان استخدام جميع المعابر إلى شمال غربي سورية وتقديم المساعدات والمعدات.
وجاء فيها، إذ حملت عنوان: “ماذا تنتظر الأمم المتحدة لمساعدة شمال غرب سورية”: “في المنطقة هناك يعمل الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) على مدار الساعة لسحب كل ناجٍ من تحت أنقاض المباني المنهارة، لكنهم يخبروننا أن حجم الكارثة يتطلب استجابة دولية فورية لتوفير الآلات الثقيلة والخبرة الفنية”.
وحتى الآن، فشلت الأمم المتحدة في تفعيل خطة الاستجابة للكوارث في شمال غرب سورية، ولم تصل المنطقة إلا القليل من المساعدات الدولية.
وبينما تكتظ المستشفيات بالمصابين وترك الآلاف بلا منازل في الشتاء القارس تتضاءل الآمال في العثور على ناجين في كل دقيقة.
وأضافت العريضة: “تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تقديم أكثر من مجرد كلمات تضامن وتعهدات بالتمويل. يجب على الأمم المتحدة وجميع الحكومات والمنظمات الدولية التحرك بسرعة”.
“نحن بحاجة إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشكل عاجل لضمان استخدام جميع نقاط العبور إلى شمال غرب سورية بشكل فعال، وتقديم المساعدات والمعدات والدعم الفني على الأرض على الفور”، حسب ما أشارت.
وكان أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غرب سورية يواجهون بالفعل أزمة إنسانية خطيرة حتى قبل الزلزال.
وفي السنوات الأخيرة، استخدمت روسيا حق النقض مراراً وتكراراً في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد المعابر الحدودية المصرح لها بتسليم مساعدات الأمم المتحدة إلى سورية من أربعة في عام 2014 إلى معبر واحد فقط في عام 2020.
لكن العديد من الخبراء القانونيين، القضاة السابقون في المحكمة الدولية من العدل والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش يتفقون جميعاً على أن موافقة مجلس الأمن ليست مطلوبة لإجراء عمليات إغاثة عبر الحدود إلى سورية.
ويتمتع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش بصلاحية تفعيل آليات الاستجابة للكوارث ويملي على منظمات الإغاثة الدولية ووكالات الأمم المتحدة استخدام أي نقاط عبور بمرونة للانتشار في شمال غرب سورية.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، الأسبوع المقبل، لبحث الوضع الإنساني في سورية وتقييم الاحتياجات، بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب عدة مناطق فيها، وأسفر عن كارثة إنسانية كبيرة، وآلاف الضحايا من القتلى والمصابين.
ومع تجاوز عدد القتلى في تركيا وسورية 23 ألف شخص، أعرب بعض الدبلوماسيين، الجمعة، عن إحباطهم من تباطؤ المجلس المؤلف من 15 عضواً في التحرك بعد أن ضغط الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، من أجل مزيد من الوصول إلى شمال غرب سورية عبر تركيا.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة مطلع على المناقشات تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة “فرانس برس”: “هناك إحباط من التباطؤ في هذا الأمر. قال الأمين العام إننا بحاجة إلى المزيد من المعابر. يحتاج مجلس الأمن الدولي إلى تكثيف الجهود وإنجاز المسألة”.
بدوره أضاف مسؤول أميركي اشترط عدم نشر اسمه إنه بعد تصريحات غوتيريش، الخميس، ودعوات منظمات الإغاثة، تضغط الولايات المتحدة على مجلس الأمن لاعتماد قرار آخر “قد يسمح بمعابر حدودية إضافية حتى تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المحتاجة”.
لكن نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي قال الجمعة، إن تفويض المجلس الحالي الذي يقصر الشحنات على معبر حدودي واحد كاف وإنه يمكن توسيع عمليات التسليم عبر الخطوط الأمامية للوصول إلى المحتاجين. وأضاف “سنستمع إلى غريفيث حين يعود”.