عقب هجوم موسكو.. دعوات لتفكيك مخيم الهول بالحسكة
تصاعدت الدعوات إلى “تفكيك” مخيم الهول، الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في الحسكة شرقي سورية.
وجاءت هذه الدعوات بعد مقتل 137 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بهجوم تبناه تنظيم “الدولة” في مجمع “كركوس سيتي” في العاصمة الروسية موسكو.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية وصفت المخيم بأنه “قنبلة موقوتة” و”تحدٍ مباشر” للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الدوليين.
وقالت الصحيفة إنه بعد خمس سنوات على إنهاء تنظيم “الدولة” لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محتجزين في مخيمات، بما في ذلك مخيم الهول، المليئ بعائلات مقاتلي التنظيم.
وأضافت أن نحو 9000 من مقاتلي التنظيم محتجزون في مراكز خاضعة لحراسة “قسد”.
وقالت المسؤولة الكبيرة السابقة في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، إن “مخيم الهول بالتأكيد قنبلة موقوتة لأنه أحد أكثر الأماكن بؤساً على وجه الأرض”.
واعتبرت الصحيفة أن “السؤال الأكثر صعوبة هو كيفية ضمان عودة الآلاف من سكان المعسكرات والمقاتلين المسجونين إلى بلدانهم الأصلية، قبل أن تشهد المنطقة المزيد من الاضطرابات”، في حال سحب واشنطن لقواتها.
كما اعتبرت أن المخاوف بشأن عودة تنظيم “الدولة” تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، خاصة بعد هجوم موسكو الذي تبناه فرع التنظيم المتمركز في أفغانستان، والمعروف باسم “داعش- خراسان”.
وقالت ديفورا مارجولين، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن “الأسئلة الملحة الآن هي ما الذي يمكننا فعله لجعل المجتمع الدولي يفهم أن العودة إلى الوطن يجب أن تتم بسرعة أكبر”.
وتساءلت: “ما هي الخطة البديلة إذا غادرت الولايات المتحدة بالفعل؟”.
من جهتها، أصدرت “قسد” بياناً، السبت الماضي، قالت فيه إن القضاء النهائي على تنظيم “الدولة الإسلامية” في العالم، “لا يمكن أن يتحقق بشكل ناجز إلا من خلال تجفيف بيئته الإيديولوجية والفكرية التي يتحرك فيها”.
ودعت “قسد” جميع الدول إلى توفير الدعم اللازم لها لمواصلة محاربة التنظيم.
كما دعت إلى “حل ملف محتجزي التنظيم الإرهابي، إن كان عبر استلام الدول التي انحدروا منها لرعاياها، أو تشكيل محكمة دولية في مناطقنا تُشرف على محاكمتهم وفق القوانين الدولية”.
إضافة إلى أن “إنهاء ملف عوائل التنظيم في مخيم الهول، يشكل أولوية لا يمكن غض النظر عنها أو تجاهلها، حيث لا يزال المخيم يشكل قنبلة موقوتة”.
وأشارت إلى أن “أبناء عوائل التَّنظيم يتلقّون تعاليمه ضمن تلك البيئة الموبوءة بالإرهاب، وهذا بحدّ ذاته يُعد خطراً يُهدّد مستقبل المنطقة والعالم، ويجب التَّعامل معه”.
ويقع المخيم المذكور غرب بلدة الهول، بنحو 5 كيلومترات قرب مدينة الحسكة، وأنشئ المخيم خلال فترة الحرب الأمريكية على العراق، بإشراف الأمم المتحدة، لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الفارين من الحرب.
ويبلغ عدد سكان المخيم الآن أكثر من 45 ألف نسمة، حسب الصحيفة التي أكدت أن أكثر من نصف سكان المخيم تقل أعمارهم عن 12 عاماً.
إضافة إلى وجود عدد قليل من الرجال الذين لا تُعرف دائماً درجة انتمائهم إلى التنظيم.
وسبق وأن اتهمت الأمم المتحدة “الإدارة الذاتية” باحتجاز السكان فيه، خاصةً عوائل المقاتلين الأجانب الذين ترفض بلدانهم استردادهم، ووصفت الأوضاع الإنسانية داخله بـ”المروعة”.
وتحدثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها عام 2022، عن سوء إدارة مخيمي الهول والروج من قبل “قسد”، والانتهاكات التي يتعرض لها المقيمون هناك.