“عقدة البوكمال”.. إسرائيل تصعّد ضد المليشيات الإيرانية شرق سورية
استهدفت طائرات مجهولة المصدر مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية شرقي سورية، الليلة الماضية، في قصف نسبه نظام الأسد لإسرائيل.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن القصف استهدف مواقع عسكرية في محيط مدينة دير الزور شرقي سورية، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروج ووقوع خسائر مادية.
وقال: “حوالي الساعة 23.50 من مساء اليوم الإثنين 2\10\2023 نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً على بعض مواقع قواتنا المسلحة في محيط مدينة دير الزور”.
#سوريا
قصف بطائرات مُسيّرة يستهدف مواقع الميليشيات الإيرانية في البوكمال قرب الحدود السورية العراقية. pic.twitter.com/cm7iDCGRWB— Mustafa AL Dulaimi (@Mustafa8v5f3e7h) October 2, 2023
من جانبها، ذكرت مراصد محلية أن قصفاً مكثفاً استهدف عدة مواقع شرقي سورية، من بينها جبل الهراش في دير الزور وبلدة الهري التابعة للبوكمال.
وأضافت أن الجهة المستهدفة من القصف كانت مواقع تابعة للمليشيات الإيرانية قرب مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود السورية- العراقية.
عقدة البوكمال في الشرق
من جهته، قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن القصف أسفر عن مقتل 6 عناصر من جنسية غير سورية، وإصابة 4 عناصر من قوات النظام السوري، بينهم 2 بحالة خطرة.
وأضاف أن الغارات، التي يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت 3 مواقع للمليشيات الإيرانية في منطقة الحميضة التابعة لمدينة البوكمال بدير الزور.
وأسفر القصف، بحسب المرصد، عن “تدمير نقطة الرادار التابعة للواء التأمين الإلكتروني التابع للميليشيات الإيرانية في حي هرابش بمدينة دير الزور”.
واللواء السابق يضم قوات عسكرية تابعة للنظام السوري والمليشيات الإيرانية الموالية له.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها محافظة دير الزور للقصف، إذ شهدت السنوات الماضي غارات للتحالف الدولي وإسرائيل على مواقع عسكرية تابعة للميلشيات الإيرانية.
وتركز القصف على مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود مع العراق، والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، إن كان من الجانب العسكري أم الاقتصادي.
إذ تحولت المدينة إلى مركز عسكري لإيران، التي وضعت فيها كل ثقلها، وأقامت قواعد عسكرية أبرزها قاعدة “الإمام علي”، ما جعلها هدفاً للضربات الأمريكية والإسرائيلية بشكل متكرر.
كما تكمن أهمية المدينة من كونها عقدة المواصلات البرية، إذ تعتبر بوابة إيران إلى البحر المتوسط ولبنان، والممر الوحيد الذي يربط بين طهران وبغداد وسورية.
وسبق أن تعرضت قافلة شاحنات إيرانية لقصف جوي، مطلع العام الجاري، في أثناء عبورها الحدود العراقية- السورية، قرب منطقة الهري التابعة لمدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور.
كما قصفت طائرات “مسيّرة” شاحنات إيرانية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن القصف بعد أسابيع.
ومنذ مطلع العام الجاري استهدفت إسرائيل مواقع عدة تابعة للنظام وإيران، حيث أحصى “المرصد السوري” 32 استهدافاً إسرائيلياً للأراضي السورية خلال عام 2023، 24 منها جوية و8 برية.
وبحسب المرصد “أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 71 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات”.
كما تسببت بمقتل 72 من العسكريين بالإضافة لإصابة 85 آخرين منهم بجراح متفاوتة، معظمهم تابعون لقوات الأسد وإيران و”حزب الله” اللبناني.