نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحقيقاً كشفت فيه خفايا تصنيع وتجارة المخدرات في سورية، مشيرةً إلى أن هذه الإمبراطورية تزدهر على أنقاض الحرب.
واستند التحقيق إلى معلومات جهات إنفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين.
وجاء فيه أن “قسطاً كبيراً من إنتاج وتوزيع حبوب الكبتاغون في سورية تشرف عليه الفرقة الرابعة المدرّعة في قوات النظام، وهي وحدة النخبة بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لرئيس النظام وأحد أقوى الرجال في البلاد”.
ومن بين اللاعبين الرئيسيين أيضاً رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بنظام الأسد وجماعة “حزب الله” اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرين من عائلة بشار الأسد، والذين يضمن اسمهم الحماية من الأنشطة غير القانونية.
ووفقاً لتحقيق الصحفية الأمريكية فقد باتت سورية اليوم “تملك كل المقومات اللازمة لنجاح تجارة المخدرات، إذ يتوفر خبراء لخلط الأدوية، علاوة على مصانع لتصنيع المنتجات التي تخبأ فيها الأقراص، بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى ممرات الشحن في البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق”.
وأضافت أنه تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة “كبتاغون” في جميع أنحاء العالم حتى الآن في عام 2021، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي عثر عليها خلال أربع سنوات.
وضبطت المخدرات في تركيا ولبنان والأردن وموانئ مصر واليونان وإيطاليا ومطار في فرنسا وفي أماكن بعيدة مثل ألمانيا ورومانيا وماليزيا.
وتقول “نيويورك تايمز”: “إن معظم هذه البلدان ليست أسواقاً مهمة للكبتاغون، ولكنها مجرد محطات توقف في طريقها إلى الخليج، وخاصة السعودية”.
كما يقف الأردن على الخط الأمامي في حرب المخدرات الإقليمية بسبب الحدود المشتركة مع سورية.
وقال اللواء أحمد السرحان، وهو قائد وحدة عسكرية على طول الحدود بين البلدين، إن “الأردن بوابة للخليج”.
و”الكبتاغون” مخدر ذو شعبية في السعودية، حيث يتناوله بعض الناس بغية الحصول على دفعة طاقة والبقاء مستيقظين للدراسة والعمل أو للقيادة لمسافات طويلة.
وبينما تباع الإصدارات الرخيصة بسعر يقل عن دولار للحبة في سورية، فإن بيع الحبوب عالية الجودة في السعودية تأتي مقابل 14 دولاراً أو أكثر للحبة.
وقال رئيس دائرة المخدرات في مديرية الأمن العام الأردني، العقيد حسن القضاة لـ”نيويورك تايمز” إن “مصانع الكبتاغون موجودة في مناطق سيطرة الفرقة الرابعة في سورية وتحت حمايتها”.
وأضاف أن الكميات المضبوطة في الأردن من “الكبتاغون” هذا العام تتزايد، وبلغت ضعف الكمية التي تم ضبطتها في العام 2020، مشيراً إلى أن ما يصل إلى خمس المخدرات المهربة من سورية يتم استهلاكها في الأردن، على الرغم من كونها عمّان محطة عبور إلى السعودية.
وفي تقرير لها، في مايو/أيار 2021، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن الحدود بين سورية ولبنان انعدم فيها القانون، وباتت مرتعا لعمليات التهريب، والتي يتورط فيها مسؤولون من الجانبين.
وينقل المهربون الحشيش والكبتاغون عبر طريق يمتد من سهل البقاع اللبناني ومدينة القصير السورية الحدودية، والطرق شمالاً باتجاه مينائي اللاذقية وطرطوس.
ووفقاً لـ”الغارديان” فإن اللاذقية تقع تحت عيون ومراقبة كثيفة من أجهزة أمنية أميركية وأوروبية وأجهزة الاستخبارات. ورغم هذا وقعت بعض عمليات التهريب من المصدر، وتم إحباطها لاحقاً.