على حافة “مجاعة”..سوريون يسعون لتقليل وجبات طعامهم لأجل “الأساسيات”
حذرت منظمات حقوقية من مستويات قياسية بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى السوريين في الداخل، وسط انخفاض القدرة الشرائية للمواد الغذائية الأساسية، بما فيها الخبز.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان لهم، اليوم الأربعاء، إن مئات الآلاف من المدنيين في مناطق شمال غربي سورية، يسعون لتقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام، من أجل تأمين المستلزمات الأساسية.
وأضاف أنه وثق أكثر من 498 مخيماً في المنطقة يقطنها حوالي 468,913 نسمة، يعتمدون على شراء مادة الخبز بشكل مباشر، وسط وغياب واضح للمنظمات في تأمين هذه المادة الأساسية، في ظل ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وفي مقدمتها الخبز الذي واجه ارتفاع أسعار بما يعادل 300% مؤخراً.
واعتبر الفريق أن التطورات السابقة هي “خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا”.
بيان “منسقو الاستجابة” تزامن مع تقرير أصدره برنامج “الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، قال فيه إن عدد الأشخاص الذين باتوا على حافة المجاعة ارتفع عالمياً إلى 45 مليوناً، 12.4 مليون منهم سوريون.
وجاء في التقرير: “لا يعرف حوالي 12.4 مليون شخص في سورية من أين سيحصلون على وجبتهم التالية – وهو مستوى من انعدام الأمن الغذائي يفوق أي وقت خلال النزاع المستمر منذ عقد من الزمن”.
وأرجع برنامج الأغذية العالمي سبب ذلك إلى تراجع قيمة الليرة السورية وفقد الوظائف وتأثيرات الأزمة المالية في لبنان، وانتشار جائحة “كورونا”، بالإضافة إلى النزاعات وحركات النزوح.
وأوضحت أن حجم تمويلها في سورية يبلغ 31% فقط، ويحتاج بشكل عاجل إلى ما يقرب 700 مليون دولار أمريكي حتى فبراير/شباط 2022، لمواصلة دعم حوالي 5.8 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج للبقاء على قيد الحياة.
You might think famines are a thing of the past. They should be.
Yet as you read this, 45 million people around the world stand on the brink — and the slightest shock could tip them over the edge. #FightFamine
— World Food Programme (@WFP) November 9, 2021
وتشهد عموم المناطق السورية أزمات معيشية “غير مسبوقة”، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية، خاصة المواد الغذائية والمحروقات، وصعوبة توفرها في معظم الأحيان.
يُشار إلى أن برنامج “الأغذية العالمي” أعلن في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن تخفيض كمية المواد الغذائية في محتوى سلة المساعدات الإنسانية، في منطقة شمالي غربي سورية، بدءاً من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.
وأوضح بيان للبرنامج، أنّ قرار التخفيض جاء بهدف زيادة أعداد المستفيدين المستهدفين في منطقة شمالي غربي سورية، لتغطية المزيد من الاحتياجات الإنسانية، في ظل محدودية الموارد.
ويقدر حجم التخفيض بما يقارب الـ 309 سعرة حرارية للسلة الواحدة، وهو التخفيض الثالث على التوالي من قبل البرنامج.