تعرض مطار حلب الدولي ومواقع عسكرية في ريف العاصمة دمشق، ليلة أمس الأربعاء، لقصف نفذته إسرائيل على مرحلتين بفارق توقيت بسيط لم يتعد الساعة الكاملة، وهو ما وصفه مراقبون بأنه “سابقة”.
وكان المطار الدولي في حلب الهدف الأول، إذ تعرض لضربات جوية إسرائيلية أسفرت عن تضرر المدرج الغربي له، بينما دوت فيه سلسلة من الانفجارات، بحسب وسائل إعلام النظام السوري.
وبعد ساعة من قصف المطار أعلن النظام السوري عبر وكالة أنباء “سانا” أن مواقع عسكرية في ريف العاصمة دمشق تعرضت أيضاً لقصف إسرائيلي، دون أن يسفر عن وقوع قتلى من قواته، فيما اقتصرت الخسائر على الماديات.
ويأتي القصف “على مرحلتين”، ليلة أمس، بعد خمسة أيام من تعرض مواقع عسكرية لقوات النظام السوري في مصياف بريف حماة الغربي لضربات مماثلة.
كما جاء بعد التقارير والصور التي نشرتها شركة استخبارات إسرائيلية، قبل أيام، وكشفت فيها عن إقدام موسكو على تفكيك ونقل منظومة “s300” من سورية، باتجاه أراضيها.
ما هي رواية النظام؟
وفي سياسة معتادة نقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري قوله إن “وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت لعدوان إسرائيلي بالصواريخ، استهدف نقاطاً بريف دمشق وأسقطت عدداً من الصواريخ”.
وأضاف المصدر أنه “حوالي الساعة التاسعة و18 دقيقة من مساء الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه بحيرة طبريا شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً بعض النقاط جنوب شرق مدينة دمشق”.
وتابع أن القصف أسفر عن وقوع بعض الخسائر المادية، مشيراً من جانب آخر إلى أن إسرائيل أقدمت في حوالي الساعة الثامنة على استهداف مطار حلب الدولي بضربة صاروخية، أدت إلى وقوع أضرار مادية بالمطار.
ولم يكشف النظام السوري المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي بالتحديد، لكن شبكات موالية له أكدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قصف مطار حلب، أدى إلى تضرر المدرج الغربي فيه بشكل كبير.
وهذه هي المرة الأولى التي يقصف فيها مطار حلب، وكانت المحافظة قد شهدت آخر قصف إسرائيلي، في شهر يوليو / تموز من عام 2021، وحينها استهدف مواقع عسكرية في منطقة السفيرة.
العدوان "الإسرائيلي" على حلب استهدف مطار حلب الدولي، تم تعطيل المدرج الغربي من المطار وإلحاق أضرار في البنية التحتية (لا أستطيع التأكيد بشكل كامل لكن احتمال أن مطار حلب بات خارج الخدمة).
— SAM 🇸🇾 (@SAMSyria0) August 31, 2022
ماذا قالت إيران؟
وتقول إسرائيل إنها ضرباتها العسكرية في سورية تأتي في مسعى منها لتقييد عمل الميليشيات الإيرانية، وعمليات نقل الأسلحة من وإلى سورية ولبنان.
ونادراً ما تعلّق إيران على القصف والمعلومات التي تنتشر بخصوص المواقع التي طالها، فيما تقول مراراً إن عملها العسكري في سورية مقتصر على “المستشارين” فقط”.
وفي تعليق نادر قالت وكالة “تسنيم” الإيرانية نقلاً عن مصادر ميدانية إنه و”قبيل الساعة الثامنة من ليل الأربعاء هبطت طائرة في مطار حلب الدولي وقام الصهاينة في رد فعل على هذا الأمر وفي تصرف انفعالي باستهداف مدرج هذا المطار، في حين هذه الطائرة كانت قد هبطت قبل 10 دقائق في المطار”.
وأضاف المصدر أنه “بعد انتهاء القصف الصاروخي غادرت الطائرة المذكورة مطار حلب الدولي باتجاه دمشق وعاود الصهاينة إطلاق الصواريخ باتجاه مطار دمشق، رداً على هذا الأمر، في حين كانت هذه الطائرة قد هبطت قبل ذلك في مطار دمشق”.
الغارة الأولى على حلب في عام 2022. الموضوع له خلفيات كثيرة بعد تقسيم المهام السرية بين مطار حلب ومطار دمشق المتضعضع.
— ضياء قدور (@dyaakaddoor) August 31, 2022
رواية إعلامية من إسرائيل
في غضون ذلك ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن القصف على مطار حلب سبق وصول طائرة تابعة لشركة “مهان إير” الإيرانية، “تحمل صواريخ مضادة للطائرات”.
وحسب القناة فإن الهجوم شنّه سلاح الجو الإسرائيلي بثلاثة صواريخ استهدفت الرادارات وأنظمة الهبوط، لمنع هبوط الطائرة الإيرانية.
وبحسب التقارير، هبطت طائرة نقل إيرانية في وقت سابق في مطار حلب وكان من المفترض أن تهبط طائرات أخرى، وهذا ما استدعى تنفيذ ضربة جوية على المطار الذي بات مهبط الطائرات الإيرانية، بعد أن أوقفت الضربات الإسرائيلية مطار دمشق عن العمل في شهر يونيو / حزيران.
وأشارت القناة إلى أن الهجمات جاءت بعد ساعات قليلة من المكالمة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد.
وبحث لابيد وبايدن “الاتفاق النووي الإيراني والجهود المختلفة لوقف تقدم إيران نحو السلاح النووي، وأنشطة إيران الإرهابية في الشرق الأوسط وخارجه”.