دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى ريفي إدلب وحلب، في الساعات الماضية، وذلك بعد تعرض إحدى نقاطه في منطقة جبل الزاوية لقصف مدفعي من جانب قوات الأسد.
وقال قيادي عسكري في إدلب لـ”السورية.نت”، اليوم الخميس إن التعزيزات تضمنت دبابات وعربات ثقيلة، وتزيد أعدادها عن 35.
وأضاف القيادي أنها توزعت على منطقة كفر نوران في ريف حلب، وأيضاً في النقاط المنتشرة في منطقة جبل الزاوية بالريف الجنوبي لإدلب.
ونفى المصدر العسكري أن تكون التعزيزات ضمن إطار “التبديل اليومي”، مؤكداً أنها تعزيزات جديدة إلى المنطقة.
ويأتي ما سبق بعد ساعات من تعرض نقطة عسكرية للجيش التركي في جبل الزاوية لقصف مدفعي من جانب قوات الأسد، ما أسفر عن إصابة 3 عناصر أتراك.
وتشهد منطقة جبل الزاوية في الريف الجنوبي لإدلب تصعيداً عسكرياً من جانب قوات الأسد وروسيا منذ مطلع يونيو/حزيران الحالي، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وتعتبر جبل الزاوية التي تتركز عليها الضربات الروسية خاصرة محافظة إدلب من الجنوب.
وتنتشر فيها قوات تركية مزودة بسلاح المدفعية وراجمات الصواريخ، وتتوزع على شريط طويل على خطوط التماس مع قوات الأسد.
ولا توجد مؤشرات واضحة عما ستكون عليه المرحلة المقبلة بالنسبة لوضع محافظة إدلب، سواء باستمرار التصعيد الروسي أو توقفه.
ولم تعرف أسباب التصعيد حتى الآن، واللافت أنه يتبع فترة زمنية طويلة نسبياً من الهدوء على الجبهات.
ويأتي القصف أيضاً في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى جلسة مجلس الأمن المرتقبة للتصويت على قرار تمديد إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي.
مؤتمر "شريان الحياة"في إدلب لإلقاء الضوء على تداعيات إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود ولمطالبة المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته و منع تحول المساعدات المنقذة للحياة لملف للابتزاز بيد روسيا ونظام الأسد.#الخوذ_البيضاء#المعابر_شريان_الحياة pic.twitter.com/Xb6kOxdNgo
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) June 24, 2021
“خرق سوتشي”
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين قد اتفقا، في مارس/آذار 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين.
وقرر الطرفان تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) مع إنشاء “ممر آمن” بمسافة 6 كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
الـ12 كيلومتراً على طرفي الطريق، اقتطعت، وفق الاتفاق، مساحات كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة، على طول الطريق بين قريتي ترنبة غرب سراقب (ريف إدلب الشرقي)، وعين الحور بريف إدلب الغربي، وهما بداية ونهاية مناطق تسيير الدوريات التركية- الروسية، وهو “الممر الآمن”.
ووفق خريطة الاتفاق الأخير لـ”سوتشي” فإن منطقة جبل الزاوية هي المنطقة التي يدور الخلاف حولها بين أنقرة وموسكو، والتي كانت الأولى قد حشدت فيها قواتها العسكرية بشكل كبير، منذ أكثر من عام.