عون يطالب بدعم مالي.. ويصدّر “أزمة” اللاجئين السوريين مجدداً
طالب الرئيس اللبناني، ميشال عون المجتمع الدولي بدعم بلاده مالياً، مصدراً من جديد ما وصفها بـ”أزمة اللاجئين السوريين”، وذلك في ظل انتشار فيروس “كورونا” في البلاد، والإجراءات التي تم اتخاذها مؤخراً في مخيمات اللاجئين.
وقال عون خلال اجتماع عقده مع سفراء دول المجموعة الدولية لدعم لبنان، التي تضم دولاً أوروبية وعربية، اليوم الاثنين: “منذ أيام وصف الأمين العام للأمم المتحدة جائحة كوفيد-19 بأنها أسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية، وكان سبق أن وُصِفت أزمة النازحين السوريين بأنها أسوأ أزمة انسانية منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأضاف: “لبنان اليوم يجمع على أرضه عبء أكبر وأسوأ أزمتين أصابتا العالم منذ 75 عاماً”، مشيراً: “نظراً لخطورة الوضع المالي الحالي، وللآثار الاقتصادية الكبيرة على اللبنانيين وعلى المقيمين والنازحين، سيحتاج برنامجنا الإصلاحي إلى دعم مالي خارجي”.
واعتبر الرئيس اللبناني أن “أزمة النازحين السوريين تلقي بثقلها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي اللبناني منذ سنوات، وقد سبق أن توجهت مراراً الى المجتمع الدولي شارحاً تداعياتها السلبية على وطننا”.
وليست المرة الأولى التي يطالب فيها عون بدعم مالي، رابطاً الأمر بـ”أزمة” اللاجئين السوريين الموزعين على عدة مدن ومناطق لبنانية.
وفي شباط الماضي، كان عون قال إن من حق بلاده أخذ تعويض مالي، “من قبل الدول التي كانت سبباً في الحرب السورية، كأحد حلول تسديد الديون المتراكمة على لبنان”.
وأضاف حينها في لقاء مع صحيفة “Valeurs Actuelles” الفرنسية أن لبنان لا يحتاج إلى مساعدة غير عادية، بل إلى تعويض من الدول التي بدأت الحرب في سورية، وأن لبلاده “الحق في استرداد بعض من الـ 25 مليار دولار التي تكلفت بها على اللاجئين السوريين في لبنان”.
وشدد عون على أن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، ويشكلون نحو نصف سكان لبنان، هو “وضع لا يمكن الدفاع عنه، حتى بالنسبة لبلد كبير”.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من ظروف معيشية سيئة، في بلد يفتقر في مناطق مختلفة منه إلى البنى التحتية الأساسية، إضافةً إلى غلاء الأسعار مع وجود فرص عمل قليلة، وأجور ضعيفة.
وكان ناشطون سوريون ولبنانيون قد تداولوا، يوم أمس الأحد، تسجيلاً مصوراً أظهر رجل سوري قيل إنه من مدينة داريا، وهو يضرم النار بنفسه، على خلفية الواقع الاقتصادي “المزري” الذي وصل له، في ظل آزمة انتشار فيروس “كورونا”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين “UNHCR” في لبنان نحو 915 ألف نازح (208 آلاف عائلة)، 37.6% (344 ألف) منهم في منطقة البقاع، 26.5% في شمالي لبنان، 24.5% في بيروت، 11.4% في مناطق الجنوب.
وكان لبنان قد استلم من الأمم المتحدة كدعم للاجئين السوريين على أراضيه ستة مليار و150 مليوناً و471 ألفاً و700 دولار، منذ العام 2012 حتى نهاية 2018.
ويرزح لبنان اليوم تحت ديون تصل قيمتها إلى 92 مليار دولار، ما يشكّل نحو 170 % من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد أند بورز”.
وتعدّ النسبة المذكورة من الأعلى في العالم.