“عُقدة” لم تُحل..كيف تبدلت خارطة السيطرة على سراقب خلال شهر؟ (خرائط)
شهدت مدينة سراقب، شرقي إدلب، معارك عدة خلال الشهر الماضي، أفضت إلى تبدل الجهات المسيطرة عليها، بين قوات الأسد وفصائل المعارضة المسلحة، ما يوجه الأنظار إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة الواقعة على الطريق الدولي حلب – دمشق (M 5).
بتاريخ 6 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت قوات الأسد سيطرتها على مدينة سراقب، عقب 7 سنوات على سيطرة فصائل المعارضة عليها، لبتدأ تركيا بتكثيف دعمها العسكري وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، التي تحيط فيها أربع نقاط تركية، تعرضت للحصار من قبل قوات النظام.
ثلاثة تغييرات على خارطة سراقب
سعت قوات الأسد عقب دخولها سراقب إلى إحكام السيطرة عليها عبر توسعها في القرى المحيطة بالمدينة، حيث سيطرت على قرى محاريم وتل كراتين بريف إدلب الشرقي، لتصبح على مسافة 30 كم من إحكام سيطرتها على الطريق الدولي (M5)، وصولاً من ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى مدينة حلب.
تقدّم قوات الأسد أثار حفيظة تركيا، خاصة عقب استهداف الأولى لجنود أتراك في محيط سراقب، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، حيث أمهلت تركيا النظام حتى نهاية فبراير/ شباط الماضي، للانسحاب خلف نقاط المراقبة التركية، مهددة بشن عملية عسكرية ضده في حال لم يستجب لمطلبها.
إلا أن تعثر المفاوضات التركية مع الروس واسهداف قوات الأسد مجدداً للجنود الأتراك، أفقد تركيا الأمل بإمكانية الحصول على تنازلات بخصوص سراقب تحديداً، ما دفع الفصائل المدعومة من قبلها، إلى شن عملية معاكسة لطرد النظام وحلفائه من المدينة الاستراتيجية، أفضت إلى سيطرة المعارضة على سراقب وبعض القرى المحيطة بها، في 27 فبراير/ شباط الماضي، أي بعد ثلاثة أسابيع على دخول النظام إليها وتمشيطها بالكامل.
سيطرة المعارضة على سراقب استمرت لأسبوع واحد فقط، تخلله معارك “كسر عظام” بين قوات الأسد والميليشيات المساندة لها من جهة، والفصائل السورية المدعومة من تركيا من جهة أخرى، انتهت بدخول قوات الأسد، اليوم الثلاثاء، إلى سراقب، والسيطرة عليها مجدداً.
وبحسب “شبكة المحرر الإعلامية” التابعة لفصيل “فيلق الشام”، تدور اشتباكات عنيفة بين الفصائل وقوات الأسد على محوري جوباس و آفس، في محيط سراقب بريف إدلب الشرقي، اليوم، وسط محاولات لاسترداد السيطرة عليها وإخراج النظام منها.
عُقدة سراقب غيّرت المعادلات
تبرز أهمية سراقب من كونها تُشكل عقدة مواصلات ووصل بين الطريقين الدوليين “M4” و”M5″، ما يعني عدم قدرة النظام على فتح الاوتسترادين دون سيطرته على المدينة، كما أنها تُعتبر منفذاً رئيسياً باتجاه أبو الظهور ومطارها، وهي قريبة نسبياً من مركز المحافظة (27 كيلو عن مدينة إدلب).
تحوّل سراقب إلى “عقدة مفصلية”، هو أمر يتعلق بأن سيطرة النظام عليها بشكل كامل، سيسهل تقدمه بعمق إدلب، كون المدينة تتمتع برمزية شعبية في الثورة السورية كنقطة أولى، وكونها عقدة مواصلات ذات أهمية استراتيجية كبيرة في جغرافية إدلب.
في حين أظهر الإصرارالتركي على إخراج قوات الأسد من مدينة سراقب، مخاوف أنقرة على مصير نقاط المراقبة التركية الأربع، التي تقع في محيط المدينة، والتي سبق أن حاصرها النظام واستهدفها بقصف مدفعي أدى إلى مقتل جنود أتراك.
ويأتي ما سبق قبل أيام من الزيارة التي سيجريها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين.
وتعطي المعارك التي تشهدها مدينة سراقب حالياً مؤشراً على نية الطرفين (التركي، الروسي) فرض أمر واقع على الأرض، قبل اللقاء المرتقب، الذي سيجمع بوتين وأردوغان في موسكو، بعد غدٍ الخميس