“غذائية فقط”..فريق يكشف تراجع حجم مساعدات “خطوط التماس”
في وقتٍ يقترب فيه تصويت مجلس الأمن الدولي، لبحث مستقبل قرار دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في يوليو/تموز القادم، تحدّث فريق “منسقو استجابة سورية” عن حجم الفروقات الكبير بين كمية المساعدات، عبر المعابر الحدودية والمساعدات عبر “خطوط التّماس”.
وقال الفريق في بيان صادر اليوم الأحد، إنّ “انتهاء آلية التفويض الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وفق قرار مجلس الأمن الدولي سيحد من قدرة المنظمات الإنسانية على التعامل مع الوضع الإنساني الحالي ويفتح المجال أمام احتمالات ومآلات كثيرة قد تواجه المنطقة وخاصةً مع الإصرار الروسي على إيقاف الآلية الحالية المعمول بها منذ عام 2014”.
“نسبة متدنية لمساعدات الخطوط”
أشار بيان الفريق إلى أنّ نسبة المساعدات عبر “الخطوط” منذ تمديد القرار في يوليو/تموز الماضي، تشكل 0.36 من إجمالي المساعدات، بينما عبر “المعابر” بلغت 99.64 في المئة.
وبلغت أعداد شاحنات المساعدات عبر خطوط التّماس 57 شاحنة فقط، بينما عبر الحدود أكثر من 15 ألفاً و704 شاحنات.
“غذائية فقط”
يوضح “منسقو الاستجابة” أنّ المساعدات الواردة عبر خطوط التّماس، هي مساعدات غذائية فقط، أما مساعدات الحدود تشمل جميع أنواع المساعدات.
وبلغت أعداد الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية منذ تطبيق القرار 11 ألفاً و464 شاحنة، والمساعدات الطبية 393 شاحنة، والخاصة بالمخيمات 1884 شاحنة والخاصة بمواد النظافة 787 شاحنة، والخاصة بمشاريع المياه والإصحاح 551 شاحنة، والخاصة بباقي المشاريع حوالي 628 شاحنة.
لماذا عبر الحدود؟
قال الفريق إنّ “دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، كفيل بمنع روسيا من التحكم بالملف الإنساني السوري، وتحويله إلى قضية سياسية يتمّ التفاوض عليها”.
إلى جانب منع التحكّم الروسي، أوضح الفريق أن “آلية التفويض تمنع أيضاً النظام السوري من التحكم بدخول المساعدات وطريق إيصالها إلى المنطقة، وكذلك عمليات النهب والسرقة من قواته وباقي المؤسسات الإنسانية المحسوبة عليه”.
وأشار في ختام البيان إلى أنّ “آلية التفويض تجنب المنطقة من حدوث انهيار اقتصادي والحد من انتشار مجاعة في منطقة شمالي غربي سورية”.
“ضغوط دولية”
في هذا السياق، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس السبت أن بلدان في أوروبا والشرق الأوسط قد تشهد زيادة جديدة في عدد اللاجئين، إذا أغلقت روسيا آخر طريق قوافل إنسانية إلى سورية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين وخبراء قولهم، إن “إغلاق باب الهوى سيجبر بالتأكيد آلاف الأشخاص على الفرار من سورية”.
وكشف ثلاثة دبلوماسيين للصحيفة الأمريكية أن روسيا “بعثت بإشارات غامضة تشير إلى أنها قد تحاول استخدام التصويت للحصول على تنازلات في المواجهة بشأن أوكرانيا”.
ولم يصف الدبلوماسيون الإشارات بالتفصيل، لكنهم أضافوا أن موسكو لم تصل إلى حد ربط مصير “باب الهوى” بالحرب في أوكرانيا.
وتابعوا أنهم يعتقدون أن موسكو ستعتمد على الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بموجة جديدة من اللاجئين، للمساعدة في التهرب من العقوبات.
وتوقع أحد الدبلوماسيين أيضاً أن روسيا ستواجه الاتهامات بأن غزوها انتهك سيادة أوكرانيا من خلال إدانة قوافل المساعدات باعتبارها “انتهاكاً لوحدة أراضي سورية”.
بدوره أشار دبلوماسي أمريكي كبير إلى إن الولايات المتحدة ودول أخرى في مجلس الأمن سترسل “رسالة واضحة” إلى موسكو، تحثها على عدم إغلاق “باب الهوى”، ولكن ليس هناك ما يضمن الالتفات إليها.
“أربع قوافل”
وكانت دخلت أربع قوافل مساعدات عبر “خطوط التّماس” منذ شهر أغسطس/آب الماضي، آخرها في السادس عشرة من الشهر الجاري.
وأول قافلة عابرة للخطوط دخلت للشمال السوري، في أغسطس/ آب من العام الماضي، مكونة من 15 شاحنة، دخلت على دفعتين، حيث شقت طريقها إلى مستودعات إغاثية قريبة من منطقة “باب الهوى” الحدودية مع تركيا.
ثم دخلت قافلة ثانية إلى محافظة إدلب، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عبر معبر “ترنبة” بريف مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة النظام، مؤلفة من 14 شاحنة دخلت إلى إدلب.
أما الثالثة فكانت في نهاية مارس/آذار الماضي.
“كارثة إنسانية”
في بيان سابق أوضح “منسقو الاستجابة”، أنّ تقلص المساعدات يؤدي إلى انقطاع الدعم عن مادة الخبز لحوالي 650 مخيماً، وحرمان أكثر من مليون نسمة من الحصول على الخبز.
وإلى جانب تأثر مادة الخبز، أشار إلى “إغلاق نصف المنشآت والنقاط الطبية الفعّالة في المرحلة الأولى، بينما في المرحلة الثانية ستغلق بنسبة 80 في المئة”.
كما لفت إلى “انخفاض الدعم عن مخيمات النازحين بنسبة تصل إلى 20 في المئة وعجز المنظمات عن تقديم الدعم لإصلاح الأضرار ضمن تلك المخيمات”.