وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن تفاصيل جديدة بشأن إيلي كوهين
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن نظام الأسد سّلّمَ تل أبيب عبر روسيا، شيئاً من مقتنيات الجاسوس الاسرائيلي الذي أعدم في ستينات القرن الماضي “إيلي كوهين”.
وبينما نقلت قناة “i24NEWS” الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بأنها مقربة من “المخابرات الروسية”، حول البحث عن رفات كوهين في دمشق، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك.
ونشرت القناة باللغة العربية تقريراً، اليوم الثلاثاء، نقلت فيه عن مصدر من المخابرات الروسية قوله إن “السوريين قدموا للجنود الروس خرائط تفصيلية للمنطقة المحيطة بمخيم اليرموك للاجئين، بؤرة البحث عن الرفات”.
كما نقلت عن مصدر قالت إنه من “الحكومة السورية” بأن “السوريين سلموا غرضاً شخصياً تعود ملكيته للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الروس الذين يبحثون في مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق عن رفاته”.
وأضاف المصدر أن “الروس نقلوا هذا الغرض إلى إسرائيل لفحصه”، مشيرًا إلى أنه “غرض شخصي لكوهين، ومن الممكن أن يكون بقايا ملابسه، أو البعض من الوثائق التي تخصه”.
وأشار إلى أن “سورية وروسيا على خلاف حول الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل كل معلومة إضافية تتعلق بالجاسوس الإسرائيلي”.
كما أجرت القناة مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي قال فيها إن “عمليات البحث عن رفات كوهين في سورية جارية بالفعل هذه الأيام”.
لكن مكتب نتنياهو نفى ما أوردته القناة، وقال في بيان صادر عنه إنه “بخصوص الشيء المتعلق بإيلي كوهين، هذا تقرير غير صحيح من قبل i24NEWS”.
وجاء في البيان أن “رئيس الوزراء أوضح أن جهود إعادة رفات إيلي كوهين مستمرة، وأن هذه الجهود لا علاقة لها بالرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)”.
وفي أول تعليق لها قالت عائلة كوهين، بحسب ما نقلت عنها “هيئة البث الإسرائيلية“، إنها “لم تتلق أية معلومات من المسؤولين الحكوميين أو من جهاز الموساد الإسرائيلي، وبأنه ليس لديها ما ترد عليه، بدعوى أنها مجرد إشاعة في الوقت الحالي”.
في حين نقلت قناة “13“الإسرائيلية عن ابنة كوهين قولها “لم يتحدثوا إلينا، ليس لدي أدنى فكرة عما إذا كان هذا مجرد دعاية سياسية قبل الانتخابات”، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية العامة التي ستجري في 23 مارس/ آذار الجاري.
ولم يصدر أي تصريح من قبل نظام الأسد أو روسيا يؤكد أو ينفي ما أوردته القناة الإسرائلية حتى إعداد التقرير.
وكانت وسائل إعلام تحدثت، خلال الأسابيع الماضية، عن بدء قوات روسية البحث في مخيم اليرموك بدمشق عن رفات كوهين إلى جانب رفات جندين إسرائيليين، وهما تسفي فيلدمان ويهودا كاتس، اللذان فقدا في معركة السلطان يعقوب خلال حرب لبنان عام 1982.
ويأتي ذلك بعد أقل من شهر من بث قناة “روسيا اليوم” فيلماً وثائقياً عن كوهين المعروف باسم “كامل أمين ثابت”، ونشرت صورة خاصة له في ساحة المرجة وسط دمشق.
ونقل الفيلم عن ضابط رفيع سابق في دمشق قوله، إن رفات كوهين “كان مكانه يتغير كل أسابيع”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في يونيو/ حزيران 2018 استعادتها ساعة يدٍ لـ”كوهين”، دون توضيح كيفية استعادتها، إلا أنها وصفت العملية بـ”الخاصة”.
وشهد منتصف الشهر الماضي عملية تبادل للأسرى بين نظام الأسد وتل أبيب بوساطة روسية والتي أدت إلى الإفراج عن مواطنين سوريين، مقابل فتاة إسرائيلية كانت قد دخلت إلى الأراضي السورية.
“راعيان سوريان مقابل فتاة”.. إسرائيل ونظام الأسد يكملان صفقة التبادل
من هو كوهين
ولد إيلي كوهين في مدينة الإسكندرية في مصر في 1924، والتحق ودرس الهندسة في جامعة القاهرة، قبل أن ينضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره، كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية بمصر بزعامة “ابراهام دار” المعروف “بجون دارلنغ”.
وهاجر من مصر بعد حرب 1957 إلى إسرائيل، قبل أن تعمل المخابرات الإسرائيلية على زرعه في سورية، إذ حمل اسم “كامل أمين ثابت” واستطاع أن يبني سمعة جيدة كرجل أعمال سوري مغترب في الأرجنتين، قبل سفره إلى سورية.
وتمكن كوهين من التقرب من الحكومة السورية ومسؤولين سوريين كبار، وقدم معلومات إلى إسرائيل، قبل اكتشافه، وإعدامه في ساحة المرجة وسط دمشق في مايو/ أيار 1965.