رفضت السلطات في مالطا نداء استغاثة للاجئين، بينهم سوريون، كانوا على متن قارب مطاطي في البحر الأبيض المتوسط في يونيو/ حزيران الماضي.
وحسب وكالة “رويترز” فإن قارباً مطاطياً يضم 14 لاجئاً من سورية وجنوب السودان نفذ الوقود منه في البحر المتوسط في 23 من حزيران الماضي.
وكان القارب على بعد حوالي 70 ميلاً بحرياً قبالة سواحل مالطا، وغرق أحد اللاجئين في البحر، قبل إنقاذ البقية من قبل قارب “جيو بارنتس” التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، ونقلهم إلى إيطاليا.
ورفضت السلطات المالطية نداء استغاثة من أحد الركاب في المركب، كما رفض مركز تنسيق الإنقاذ في مالطا أكثر من 32 اتصالاً عن المركب من قبل عاملين في المجال الإنساني.
وأكدت الوكالة أن قارباً عسكرياً مالطياً وصل إلى المركب في البحر لكنه رفض نداءات الركاب المباشرة لإنقاذهم.
وروى ناجون لمنظمة أطباء بلا حدود تفاصيل الحادثة، وقالوا إن القارب المطاطي غادر مدينة سرت الليبية حوالي الساعة الثالثة صباحاً يوم 21 يونيو/حزيران.
وكان على متنه 14 شخصاً من سورية وجنوب السودان، من بينهم امرأتان وثلاثة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً.
وبعد يوم ونصف في البحر أرسل أحد الأشخاص على متن القارب نداء استغاثة إلى هاتف الإنذار، وهي شبكة تنقل نداءات الاستغاثة من البحر الأبيض المتوسط إلى خدمات الطوارئ.
وبدورها أبلغت السلطات المالطية والإيطالية عبر البريد الإلكتروني بموقع القارب، مشيرة إلى نفاذ الوقود.
وجاء في الرسالة الإلكترونية أن “الأشخاص الذين كانوا على متن القارب يطلبون المساعدة بشكل عاجل”.
لكن السلطات المالطية لم ترد على أي طلب حول وضع القارب، بحسب الوكالة.
وفي اليوم الثالث “بدأ الطعام والماء ينفد من اللاجئين، وقاموا بربط حاويات الوقود الفارغة (غالون) على جوانب القارب لاستخدامها كأدوات للطفو في حالة انقلابها”، حسب ناجين.
وسقطت إحدى الغالونات في الماء وقفز لاجئ سوري يبلغ من العمر 27 عاماً لاستعادته كونه كان قريباً من القارب، لكن الأمواج كانت قوية ولم يكن يرتدي سترة نجاة، قبل اختفائه في النهاية تحت الأمواج.
وأكدت الوكالة أنه رغم محاولة الاتصال بمركز تنسيق البحث والإنقاذ في مالطا، إلا أن الأشخاص كانوا يغلقون الهاتف دون رد.
واعتبرت منظمات إنسانية أن هذا الحادث يعد “مثالاً حديثاً على ممارسة مالطا المتمثلة في رفض إنقاذ السفن التي تحمل مهاجرين متجهين إلى أوروبا”.
ورفضت السلطات المالطية، التعليق على الحادث، في حين قال متحدث باسم القوات المسلحة المالطية، للوكالة إن “جميع التقارير عن المهاجرين غير النظاميين في منطقة البحث والإنقاذ في مالطا تتم متابعتها على الفور”.