نشر رجل الأعمال المقرب من النظام السوري، وسيم القطان فيديو يتضمن “تصميم افتراضي” لمجمع يلبغا وسط العاصمة دمشق، وهو الذي فاز باستثماره في عام 2019.
وفي التسجيل المصور الذي نشره القطان عبر “فيس بوك”، اليوم الجمعة، بدا “يلبغا” المهمل منذ عقود طويلة وكأنه سيكون مجمعاً “عصرياً”، من خلال هيكله الخارجي، والشوارع المحيطة به، منها شارع الثورة.
وكان القطان قد فاز باستثمار المجمع في شهر يناير / كانون الثاني عام 2019.
وذكرت إذاعة “شام إف إم” المقربة من النظام السوري، في أواخر العام الماضي أن “عشرات عمّال البناء برفقة مهندسين بدأوا بالقيام بهدم جدران في مجمع يلبغا وسط دمشق، تمهيداً للبدء بإكسائه والبدء باستثماره”.
ونقلت الإذاعة عن مصادر، حينها، أن المبنى سيتحوّل إلى “كتلة مشاريع تجارية تُشرف عليها شركة انتر سكشن بإدارة وسيم القطان”.
وحُدّدت مدة عقد المجمع العائد بملكيته لوزارة الأوقاف بـ 48 سنة، سيُصار خلالها “إلى إحياء المنطقة وإنعاشها اقتصادياً وتجارياً”.
وبدأ العمل بمجمع “يلبغا” في 1973 من قبل “مؤسسة الإسكان العسكرية”، لكنه واجه مجموعة صعوبات أعاقت اكتماله، كتحديد حدود العقار مع “محافظة دمشق”، وظهور مياه جوفية تحت البناء، ونقص مواد البناء من حديد وإسمنت.
المشروع عمره نحو نصف قرن.. #وسيم_قطان ينشر تصميماً "افتراضياً" لمجمع #يلبغا وسط دمشق، بعد عامين من فوزه باستثمار المجمّع بموجب صفقة مليارية.#صوت_العاصمة #سوريا #مجمع_يلبغا #دمشق pic.twitter.com/MRQKjvIrPh
— صوت العاصمة (@damascusv011) April 7, 2022
وينظر للمجمع على أنه من أبرز مظاهر الفساد الاقتصادي داخل نظام الأسد.
ونظراً للمياه الجوفية التي ظهرت تحت البناء، توقف العمل في المشروع 10 أعوام، وبعد أن تم تجفيفها تابعت المؤسسة تشييده عام 1983، ليكتمل بناء المجمع على الهيكل بعد 21 عاماً وتتسلمه الأوقاف في 2004 لطرحه بالاستثمار.
ويشار إلى أن محاولات سابقة لطرح المجمع بالاستثمار فشلت، وبحسب موقع “الاقتصادي سوريا”، فإن وزارة الأوقاف طرحت المجمع للاستثمار في 2006، ووقعت عقداً لإكسائه مع شركة “ميسكا” السعودية مقابل 240 مليون ليرة سنوياً، إلا أنه أوقف لأسباب فنية وقانونية، ثم وقعت الوزارة عقداً آخر مع شركة “قصر الملكة” الإماراتية، مقابل 475 مليون ليرة سنوياً، ولكن تم إلغاء العقد أيضاً.
وفي نهاية 2017، نظّمت الأوقاف مزادين علنيين لاستثمار وإكساء المجمع على أن يبدأ بمبلغ 3 مليارات ليرة، ولمدة 40 سنة، لكن المستثمرين أحجموا عن المشاركة حينها، الأمر الذي أرجعه البعض إلى حجم الاستثمار الكبير.
ويستثمر القطان عدة منشآت للدولة من بينها مول قاسيون. كما يستعد لافتتاح مول المالكي.
وأيضاً حصل على عقد استثمار فندق الجلاء، ليكون واحد من المستثمرين الذين ساهموا في رفع بدلات استثمار مبان وعقارات ومنشآت عامة انسجاماً مع سياسة النظام برفع بدلات و آجار واستثمار عقاراتها.
وكان اسم القطان قد ورد في قوائم العقوبات الأوروبية والأمريكية، التي صدرت بعد عام 2020.
وبحسب بيان لوزارة الخزانة الأمريكية وزارة الخزانة فإن “القطان لديه عدة عقود مع الحكومة السورية لتطوير مركز تجاري وفنادق في دمشق مملوكة لنظام الأسد”.
وقال البيان الصادر في، يوليو / تموز 2020 إن التقارير تشير إلى “ارتباط القطان بشخصيات قوية من النظام، وقد أرست عليه الحكومة السورية مؤخراً كافة المشاريع العقارية الكبيرة تقريباً خارج مدينة ماروتا في دمشق”.
ولا يملك وسيم القطان لا يملك أي سجل تجاري ذي تاريخ.
ولا ينتمي أيضاً لأي من العائلات التجارية الدمشقية المعروفة، ويرجح المطلعون بأن ظهوره المفاجئ يعود إلى عمله كموظف لدى رامي مخلوف في شركة “سيريتل”، وهو ما يفسر الانطلاقة السريعة لهذا الرجل المغمور، بحسب تقرير لموقع “مع العدالة”.