“فاغنر” يترجم تمرده على الأرض.. كيف تلقى بوتين “الطعنة”؟
ترجم قائد مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين تمرده على الجيش الروسي معلناً السيطرة على منشآت عسكرية في مقاطعة روستوف جنوبي البلاد، في وقت ألقى فلاديمير بوتين خطاباً توعد فيه برد “صارم وقاسي”.
وكان الداخل الروسي والمؤسسة العسكرية فيه قد عاشت ليلة طويلة، منذ مساء الجمعة، بعدما خرج الصراع بين بريغوجين وجنرالات بوتين على العلن، بعد أشهر من اندلاع شرارته في الخفاء.
وقال مصدر أمني روسي لـ”رويترز”، اليوم السبت، إن مقاتلي مجموعة “فاغنر” سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج (Voronezh) على بعد نحو 500 كيلومتر إلى الجنوب من موسكو.
بدوره أكد قائد المجموعة، بريغوجين، أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش في مدينة روستوف الروسية الذي يشكل مركزا أساسياً للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال بريغوجين في مقطع فيديو نشر على تلغرام: “إننا في المقر العام، إنها الساعة 7:30 صباحا” (4:30 ت غ)”.
وأضاف أن “المواقع العسكرية في روستوف تحت السيطرة بما فيها المطار” فيما كان رجال ببدلات عسكرية يسيرون خلفه.
ولفت بريغوجين إلى أن رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف “هرب من هنا عندما اكتشف أننا نقترب من المبنى”.
Meanwhile Wagner recruitment poster is being taken down in Moscow per Telegram news accounts pic.twitter.com/2Mm9rdUVKk
— Ragıp Soylu (@ragipsoylu) June 24, 2023
ما هو موقف بوتين؟
وفي أول خطاب له بعدما ترجم أبرز مقربيه التمرد على الأرض توعد فلاديمير بوتين برد قاسي وحاسم، فيما وصف ما حصل بـ”الغدر والطعنة في الظهر”.
وشبه بوتين تمرد “فاغنر” بالثورة البلشفية عام 1917، والتي أدت إلى انهيار الدولة الروسية.
وكانت هذه الضربة هي التي وجهت لروسيا في عام 1917، عندما كانت البلاد تشن الحرب العالمية الأولى، لكن الانتصار سرق منها.
وقال بوتين: “لن ندع هذا يحدث مرة أخرى”.
وتحدث الرئيس الروسي أن “القوات المسلحة الروسية تلقت أمراً بتحييد أولئك الذين نظموا التمرد المسلح”، وأنه تواصل الليلة الماضية مع جميع القادة العسكريين في كل المحاو.
وتابع: “ردودنا على هذا التهديد ستكون صارمة وقاسية. ما يحدث هو غدر. محاولة تقسيم المجتمع هي طعنة في الظهر”.
ما الوضع في موسكو؟
وأكد رئيس بلدية موسكو إن ثمة “أنشطة لمكافحة الإرهاب” جارية في المدينة.
كما أعلنت بلدية العاصمة الروسية اتخاذ تدابير أمنية وتشديد الحواجز على الطرقات، عقب تلويح زعيم “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، بتمرد مسلح عقب غارات قال إن قيادة الجيش الروسي نفذتها ضد قواته.
ونفت موسكو مزاعم بريغوجين بشن قصف على قواته، كما أعلن الادعاء العام الروسي فتح تحقيق ضد قائد “فاغنر”.
وقال رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، صباح السبت، إن ثمة “أنشطة لمكافحة الإرهاب” جارية في المدينة، عقب إعلان قائد مجموعة فاغنر تمردا على قيادة الجيش الروسي.
وكتب سوبيانين على تيليغرام أنه في ضوء “المعلومات التي وصلتنا، ثمة أنشطة لمكافحة الإرهاب جارية في موسكو بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية”.
وأظهرت مقاطع مصورة على قنوات تطبيق تلغرام الخاصة بمدينة روستوف أون دون الروسية، في وقت مبكر السبت، رجالاً مسلحين يرتدون أزياء رسمية ويطوقون مقر الشرطة المحلية التابع لوزارة الداخلية في المدينة.
ولم يتضح على الفور من هم المسلحون، وتأكدت “رويترز” من أن الموقع هو مقر الشرطة المحلية، لكنها لم تستطع تحديد وقت تصوير المقطع.
وقالت السلطات في المناطق الواقعة في جنوبي روسيا إن إجراءات تتخذ للحفاظ على الأمن العام، بعدما أشار يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة، إلى أنه يعتزم إرسال رجاله إلى موسكو للإطاحة بالقيادة العسكرية.
وفي سياق متصل دعا حاكم منطقة روستوف الروسية المجاورة لأوكرانيا، السكان إلى ملازمة منازلهم في مواجهة تمرد مجموعة فاغنر التي ادعت أنها دخلت العاصمة الإقليمية التي تحمل الاسم نفسه.