فنزويلا بعد إيران وسورية.. السعودية تتجاوز التحالفات الغربية بعلاقات جديدة
وصل الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى السعودية اليوم الاثنين، على رأس وفد رفيع المستوى، قبل يوم من وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى السعودية.
وذكرت وكالات أنباء البلدين، أن مادورو وصل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، في زيارة عمل تهدف لمناقشة ملفات عدة.
ومن بينها تعزيز التحالفات السياسية والدبلوماسية وبحث ملفات الطاقة.
ونشر مادورو عبر حسابه في “تويتر”، اليوم، “نحن في المملكة العربية السعودية لمواصلة أجندة العمل الدولية المثمرة”.
وأضاف أن بلاده تسعى”لتعزيز العلاقات الثنائية والأخوة والاحترام بين فنزويلا والعالم”.
Estamos en Arabia Saudita para continuar con nuestra productiva Agenda de Trabajo Internacional, que avanza en el fortalecimiento de las relaciones bilaterales, de hermandad y respeto entre Venezuela y el mundo. pic.twitter.com/Lwky1WlyxW
— Nicolás Maduro (@NicolasMaduro) June 4, 2023
ويرافق مادورو في زيارته للسعودية وزيري الخارجية والاتصالات ومسؤولين آخرين، ومن المقرر أن يلتقي مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان.
العدو البارز لواشنطن
تأتي زيارة الرئيس الفنزويلي إلى السعودية بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بليكن، للرياض غداً الثلاثاء.
ويُعتبر مادورو العدو الأبرز للولايات المتحدة، فيما تعتبره الأخيرة الرئيس “غير الشرعي” لفنزويلا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين مطلع العام الجاري، إن “نهجنا تجاه نيكولاس مادورو لا يتغير. إنه ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا”.
ويعود أصل التصعيد إلى عام 2019، حين أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو “أحقيته” بتولي الرئاسة في البلاد لحين إجراء انتخابات جديدة.
واعترف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بـ غوايدو رئيساً لفنزويلا، وكذلك الدول الأوروبية.
وطالبوا بإجراء انتخابات “حرة” في البلاد، بعد أن أدى مادورو اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات.
واعتبر الغرب أن الانتخابات التي أجراها مادورو “مزورة” وبعيدة عن “المصداقية”.
كما اتهمه بأنه سبب الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، والتي دفعت ملايين الموطنين للمغادرة.
السعودية تتجاوز التحالفات الغربية
تسعى السعودية في الفترة الأخيرة إلى تجاوز التحالفات الغربية التقليدية للمملكة، عبر بناء علاقات جديدة مع دول تعتبرها الولايات المتحدة معادية لها.
إذ عملت السعودية خلال الأشهر الماضية على تفعيل علاقاتها مع إيران والنظام السوري، كما عززت العلاقات مع الصين وروسيا.
وتعتبر الولايات المتحدة الحليف القديم الأبرز للسعودية، وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً لافتاً خلال فترة حكم دونالد ترامب.
إلا أن تلك العلاقات سجلت توتراً غير عادي، مع وصول الديمقراطيين بقيادة جو بايدن للحكم.
وكانت قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في سفارة بلاده بمدينة اسطنبول، القضية البارزة في الخلاف بين البلدين.
وتتهم واشنطن ولي العهد السعودي بالوقوف وراء قتله، لكن الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب، أبدى مرونة حيال الرياض.
كل ذلك دفع السعودية إلى بناء تحالفات جديدة بعيدة عن التحالفات التقليدية مع الولايات المتحدة والغرب.
وكانت السعودية أعلنت، في مارس/ آذار الماضي، عن عودة العلاقات رسمياً مع إيران، عبر إعادة فتح السفارات واستئناف زيارات المسؤولين، بوساطة صينية.
ثم أعلنت استئناف علاقاتها مع النظام السوري، ووجهت دعوة رسمية للأسد لحضور “قمة جدة” الشهر الماضي.
ويُنظر لإيران والنظام السوري على أنهما منبوذان لدى الغرب.
وتعليقاً على ذلك، قالت واشنطن إنها لا تشجع على التطبيع مع الأسد، مطالبة السعودية بدفع النظام نحو حل سياسي.
ومن التحالفات الجديدة للسعودية، توجهها لتعزيز علاقاتها مع الصين، وهو المحور “المعادي” للغرب منذ عقود.
إذ أجرى الرئيس الصيني زيارة رسمية للسعودية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هي الأولى له منذ 2016.
ورأى محللون أن الزيارة تحمل في طياتها رسائل من السعودية للولايات المتحدة، بعد توتر العلاقات بينهما.
وتعليقاً على زيارة الرئيس الصيني، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، “نعتقد أن العديد من الأمور التي تسعى إليها الصين لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد محددة”.
وأضاف في الوقت ذاته أن بلاده لا تطالب الدول بالاختيار بين الصين والولايات المتحدة.